Ethica ordine geometrico demonstrata »، وهذا الكتاب يمكن أن يقال إنه عاصر اسپينوزا خلال الجزء الأكبر من حياته الناضجة؛ فمنذ وقت مبكر، قد يكون عام 1663م أو 1665م، أخذ اسپينوزا يرسل نظريات أو قضايا منه إلى أصدقائه طالبا إليهم التعليق عليها، وكان اسپينوزا يعد الكتاب للنشر عام 1675م ، كما يفهم من رسالته رقم 68، غير أن السخط الذي أحدثه «البحث اللاهوتي السياسي» في الأوساط الدينية داخل بلاده وخارجها جعله يحجم عن نشر الكتاب، واستمر خلال العامين الأخيرين يصقل المخطوط ويهذبه حتى وفاته. والكتاب مؤلف من خمسة أجزاء؛ في الله، وفي طبيعة العقل وأصله، وفي طبيعة الانفعالات وأصلها، وفي عبودية الإنسان أو قوة الانفعالات، وفي حرية الإنسان أو قوة العقل. وهو يتخذ شكل نظريات أو قضايا هندسية يعرض نصها في البداية، ثم يقدم البرهان عليها. وقد تسبقها تعريفات وبديهيات أو تليها نتائج ولكن في الكتاب، بالإضافة إلى ذلك، بضع أجزاء كتبت بأسلوب مسترسل غير هندسي. وهذه الأجزاء تعد من أروع صفحات الكتاب من حيث الجرأة والتحرر الفكري. (2) «البحث السياسي
Tractatus Politicus »، وهو كتاب لم يتم اسپينوزا إلا جزءا ضئيلا منه، ومن المؤكد أن أبعاده الأصلية كانت كبيرة، كما يتضح من الخطة التي عرضها اسپينوزا لتأليفه ذلك الكتاب في الرسالة رقم 84، بل إن اسپينوزا لم يكن قد راجع الأجزاء التي ألفها بدقة، بل ترك الكثير منها غامضا، ولكن المؤكد أن اسپينوزا كان في هذا الكتاب أكثر تحفظا مما كان في بحثه اللاهوتي السياسي السابق؛ إذ إن استرداد أسرة أورانج للحكم، وقضاءها على عهد «دي ڨيت» الجمهوري، قد جعل الجو في البلاد أقل ملاءمة لآرائه المتحررة مما كان من قبل بكثير. (3) «إصلاح العقل
De intellectus emendatione »، وهو بدوره بحث حالت وفاة اسپينوزا دون إكماله، وإن يكن «داربون
Darbon » يؤكد أن كل ما كان يمكن أن يحويه هذا الكتاب من أفكار قد ذكر كله، وبدقة كاملة، في كتاب الأخلاق، ويحذر من الاعتقاد بأن كتاب «إصلاح العقل» لو كان قد أكمل لألقى ضوء جديدا على فلسفة اسپينوزا، أو كشف عن نواح مجهولة فيها،
12
وكثيرا ما شبه هذا الكتاب «بالمقال في المنهج» عند ديكارت إذ إن «إصلاح العقل» بدوره بحث في المنهج، ولكن ينبغي أن يذكر المرء أن المنهج الذي سعى اسپينوزا إلى عرضه في هذا الكتاب كان يستهدف غاية أخلاقية. أما عند ديكارت فالاهتمام الأكبر ينصب على المعرفة النظرية - وإن يكن كتاب اسپينوزا قد تضمن أيضا أبحاثا في المعرفة، مثلما تضمن «المقال في المنهج» أبحاثا في الأخلاق. (4)
الرسائل
Epistolae ، وقد نشرت في هذه الطبعة الأصلية 74 رسالة متبادلة بين اسپينوزا ومراسليه، ثم أضيفت إليها رسائل أخرى كشفت فيما بعد، فأصبح مجموعها 86. ورغم ما لوحظ على اسپينوزا، من أنه كان مفكرا ضنينا يتحفظ مع مرسليه ويحذرهم، ولا يكشف لهم عن كل ما في سريرته، بل يجد لذة في حفظ المسافة بينه وبينهم
13 - رغم هذا كله فللرسائل فائدتها الكبرى من حيث إنها تكشف، ولو بطريق غير مباشر، عن بعض الجوانب الشخصية في حياة اسپينوزا، وهي الجوانب التي كان يحرص على إخفائها قدر استطاعته، فضلا عن أنه كان يعرض فيها آراءه، في بعض الأحيان، بطريقة أكثر استرسالا وتبسطا مما يعرضها به في مؤلفاته الأخرى. وقد تبودلت هذه الرسائل بين اسپينوزا وبين فئات مختلفة من الكتاب، منهم أصدقاؤه الذين كانوا أكثر فهما له، ومنهم المراسلون الذين لا تربطه بهم صلة فكرية أو شخصية متينة، وهؤلاء كان يلتزم الحذر معهم على الدوام، ويحاول الكتابة إليهم على قدر أفهامهم. (5)
رسالة في النحو العبري، وهي بطبيعة الحال ليست لها أهمية فلسفية.
صفحه نامشخص