Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan
خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان
ژانرها
.. وبالختام فما في الإنسان من آيات عظام، تدل على أن خالقه العزيز الحكيم الرحمن، يستحيل حصرها، والوقوف على عشر معشارها ن وما ظهر لنا من تلك الآيات، يحتاج شرحه إلى مجلدات ويكفيك في ذلك قول رب البريات، وخالق الأرض والسموات: ﴿وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ الذاريات٢١، قال الإمام القرطبي – عليه رحمة الله تعالى –: أولم ينظروا في ذلك نظر تفكر وتدبر، حتى يستدلوا بكونها محلا ً للحوادث والتغييرات على أنها محدثات، وأن المحدث لا يستغني عن صانع يصنعه، وأن ذلك الصانع حكيمٌ عالمٌ مدبرٌ سميعٌ بصيرٌ متكلمٌ، لأنه لو لم يكن بهذه الصفات لكان الإنسان أكمل منه، وذلك محال، فالإنسان إذا تفكر بهذا التنبيه بما جعل له من العقل في نفسه رآها مدبرة، وعلى أحوال شتى مصرفة، كان نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم لحمًا وعظمًا، فيعلم أنه لم ينقل نفسه من حال النقص إلى حال الكمال، لأنه لا يقدر على أن يحدث لنفسه في الحال الأفضل التي هي كمال عقله، وبلوغ أشده عضوًا من الأعضاء، ولا يمكنه أن يزيد في جوارحه جارحة، فيدله ذلك على أنه في حال نقصه، وأوان ضعفه عن فعل ذلك أعجز، وقد يرى نفسه شابًا ثم كهلا ً وهو لم ينقل نفسه من حال الشباب والقوة إلى حال الشيخوخة والهرم، ولا اختاره لنفسه، ولا في وسعه أن يزايل حال المشيب، ويراجع قوة الشباب.
... فيعلم بذلك أنه ليس هو الذي فعل تلك الأفعال بنفسه، وأن له صانعًاٌ صنعه، وناقلا ً نقله من حال إلى حال، ولولا ذلك لم تتبدل أحواله بلا ناقل ولا مدبر.
وقال بعض الحكماء:
1 / 42