Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan
خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان
ژانرها
قال الإمام ابن الجوزي – عليه رحمة الله تعالى –: تأملت على قوم يدَّعون العقول، ويعترضون على حكمة الخالق، فينبغي أن يقال لهم: هذا الفهم الذي دلكم على رد حكمته أليس هو من مِنْحِهِ؟ أفأعطاكم الكمال ورضي لنفسه بالنقص؟ هذا هو الكفر الذي يزيد في القبح على الجحد، ثم بعد أن ذكر الإمام ابن الجوزي أن أول المعترضين إبليس أتبعه بذكر خليفته المعري، ونقل عنه ما تقدم ثم أتبعه بقوله: هذا لو كان كما يظن كان الإيجاد عبثًا، والحق – جل وعلا – منزه عن العبث، قال – ﷻ –: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا﴾ ص٢٧ فإذا كان ما خُلِق لنا لم يُخْلقْ عبثًا، أفنكون نحن، ونحن مواطن معرفته، ومحال تكليفه قد وجُدِنْا عبثًا، واعجباه أو ما تقتضي العقول بوجوب طاعة الحكيم الذي تَعْجِزُ عن معرفة حِكْمَة مخلوقاته؟ فكيف تعارضه في أفعاله؟ نعوذ بالله – ﵎ – من الخذلان (١) .
(١) انظر صيد الخاطر: (٤٠١-٤٠٢)، ونحوه في: (٢٦٨)، وانظر ترجمة المعري المظلمة في: المنتظم: (٨/١٨٤-١٨٨)، والبداية والنهاية: (١٢/٧٢-٧٦)، وميزان الاعتدال: (١/١١٢)، ولسان الميزان: (١/٢٠٣-٢٠٨)، والمختصر في أخبار البشر: (٢/١٧٦-١٧٧)، وشذرات الذهب: (٣/٢٨٠-٢٨٢)، ومعجم الأدباء: (٣/١٠٧-٢١٨)، وقد عده الشيخ ابن تيمية – عليه رحمة الله تعالى – من القدرية الإبليسية كما في مجموع الفتاوى: (٨/٢٦٠)، وكان هلاكه سنة تسع وأربعين وأربع مائة، وقد أفضى إلى ما قدم، ونسأل الله الكريم حسن الخاتمة والإمام ابن الجوزي بعد أن حكى في كتابه تلبيس إبليس: (٦٨) غيظ المعري لانتشار كلمة الحق، وثبوت الشرائع بين الخلق، وقرر زندقته وإلحاده في: (٧٨-٧٩) بما نقله من أشعاره المرذولة في إنكار البعث، حكم عليه في: (١١١) بأنه خسر العاجل والآجل، وفاتته الدنيا والآخرة، وبالختام فللإمام ابن القيم كلام قيم في المعري وأمثاله من السفهاء، ويحذر به مما أحدثوه من البلاء: قال – رحمه الله تعالى – في مدارج السالكين: (٣/٥٠١) ما أفسد أديان الرسل الكرام – عليهم الصلاة والسلام – إلا أرباب منازعات العقول ثم قال: وقد هلك بهؤلاء طوائف لا يحصيهم إلا الله – ﷿ – وانحلوا بسببهم من أديان جميع الرسل الكرام – عليهم الصلاة والسلام – أ. هـ.
1 / 216