إليكم وعليك أن تشتري في هذه الأثناء عشرة أحمال من أجود تفاح أصفهان وتحملها على عشرة جمال تبثها بين جمال التجار حين تتركون المدينة ثم تمضي بالقافلة إلى أن تصل إلى مكان سيصل إليه اللصوص في اليوم التالي لوصولكم إليه وعليك في تلك الليلة أن تضع الأحمال في خيمة وتبعثر تفاحها وتثقب كل تفاحة بمسلة ثم تعد عيدانا خشبية أكبر من الإبرة بقليل وتغط كل واحد منها في السم ثم تولجه في ثقب التفاحة إلى أن تسمم التفاح جميعه بهذه الطريقة وبعد ذلك نضد التفاح في أقفاص يتخللها القطن وفي اليوم التالي بث جمالك العشرة بين الجمال الأخرى وواصل مسيرك وعندما يظهر اللصوص ويستولون على القافلة لا تتصدى لقتالهم البتة فهم كثر وأنتم قلة وما عليك إلا أن تتراجع حالا بمن معك من حملة السلاح خيالة وراجلين إلى ما يقرب من نصف فرسخ أو أكثر ثم تنتظر مدة تتقدم بعدها نحو اللصوص الذين لا أشك في هلاك أكثرهم حينئذ لأكلهم من التفاح عندئذ أشرع فيهم السيوف واقتل بقيتهم وطارد فلولهم ما استطعت واهلكهم ولما تنتهي من القضاء عليهم أرسل عشرة من خيرة الفرسان بخاتمي إلى أبي علي الياس فورا وأخبره بما فعلنا بلصوص كوج وبلوج وقل له لتحمل أنت الان بجيشك على ولايتهم فهي خلو من الشباب والأقوياء والغوغائيين من مثيري الفتنة والشغب ثم نفذ ما أمرناك به أما أنت فامض بالقافلة إلى كرمان وإذا ما التحقت انذاك بأبي علي فلا ضير قال الأمير سمعا وطاعة سأنفذ ما أمرتني به إن قلبي يحدثني بأن هذا الأمر سيتحقق لدولة مولاي وان تلك الطريق ستفتح في وجه المسلمين إلى يوم يبعثون وانصرف من عند السلطان وقاد القافلة إلى اصفهان حيث اشترى خمسة أحمال تفاحا ثم واصل سيره إلى كرمان وكان اللصوص قد أرسلوا عيونهم إلى أصفهان فانموا إليهم أن ثمة قافلة بالاف الدواب محملة بنعم وخيرات لا يعلم مقدارها إلا الله عز وجل وإنه لم ير لهذه الفافلة التي تحميها حامية من مائة وخمسين فارسا تركيا نظير منذ ألف سنة ففرح اللصوص اشد الفرح حتى انه لم يبق في شتى أنحاء كوج وبلوج عيار وشاطر وحامل سلاح إلا أخبروه واستدعوه إلى أن احتشد منهم على الطريق أربعة الاف رجل بكامل أسلحتهم في انتظار القافلة
صفحه ۱۰۴