ثمان من القرى والأملاك والقصور ومنازل القوافل والحمامات والمطاحن قال ومن الخيل والبغال قالوا ثلاثون ألفا قال ومن الأغنام قالوا حوالي مائتي ألف قال ومن الجمال قالوا عشرون ألفا قال ومن الرقيق قالوا ألف وسبعمائة غلام تركي ورومي وحبشي وأربعمائة جارية حسناء قال فكيف يعتدي من عنده هذه النعم ومن يأكل عشرين ضربا من اللحوم والأطعمة والمقالي والشحوم والحلوى يوميا على ادمية مثله من عباد الله عز وجل المتقين ضعيفة لا حول لها ولا قوة وليس لها من حطام الدنيا سوى رغيفين جافين أحدهما لنهارها والاخر لليلها ثم يأتي هو فيسلبها رغيفيها ظلما ويحرمها إياهما فما جزاؤه قالوا جميعا إنه يستحق كل عقوبة وإن كل ما يتخذ من عقوبات في حقه لقليل
قال أنوشروان أريدكم أن تسلخوا جلده عن جسمه وتطعموا الكلاب لحمه وتحشوا جلده تبنا وتعلقوه على مدخل القصر وأن ينادى بالناس لمدة سبعة أيام بأن من يظلم أحد بعد اليوم أو ياخذ منه حتى مخلاة تبن أو دجاجة أو قبضة كراث ظلما أو أن يؤم القصر متظلم فسيكون مصير المعتدي والظالم مصير هذا الرجل ونفذ ما أمر به
ثم قال أنوشروان لذلك الفراش أحضر المرأة العجوز ولما جيئ بها قال أنوشروان لعلية القوم وكبار دولته هذه هي المظلومة وذلك هو الظالم الذي لقي جزاءه ثم قال للغلام الذي كان قد أرسل إلى أذربيجان يا غلام لم أرسلتك إلى أذربيجان وكان حاضرا في المجلس قال لأتقصى أحوال هذه العجوز وأتبين ما نزل بها من ظلم وأعود إلى مولاي بحقيقة الأمر فقال أنوشروان للحاضرين لتعلموا أنني لم أجازه جزافا وأنني لن أكلم الظالمين بعد اليوم بغير السيف وسأحمي الشاة والحمل من الذئاب وأضرب على الأيدي الباغية المتطاولة وأخلص الأرض من المفسدين وأملؤها حقا وعدلا وأمنا فمن أجل هذا خلقت لو أتيح للناس أن يفعلوا ما يشاؤون لما أظهر الله عز وجل الملوك من بينهم ووكل إليهم أمرهم إياكم أن تفعلوا ما تستحقون عليه ما لقيه هذا الظالم الذي لا يخشى الله فهاب كل من كان في المجلس وتلاشت جرأته بإزاء هيبة أنوشروان وعقابه الصارم
وقال أنوشروان للمرأة لقد جازيت من ظلمك ووهبتك القصر والبستان اللذين
صفحه ۷۳