156

سياست نامه

سياست نامه أو سير الملوك

پژوهشگر

يوسف حسين بكار

ناشر

دار الثقافة - قطر

شماره نسخه

الثانية، 1407

كتب يوما يستفتي إذا ما ظهر في طرف من أطراف الدنيا ملك يشهر سيفه من أجل عزة الإسلام ويحارب الكفار والمشركين أعداء الله تعالى ورسوله الأكرم ويحول بيوت الأوثان إلى مساجد ويجعل ديار الكفر ديار إسلام وأمير المؤمنين بعيد عنه تفصل بينهما الأمواه العظيمة والجبال الشاهقة والصحارى المخوفة بحيث لا يستطيع أن يعرض كل ما قد يحدث له على الخليفة في كل حين ولا يتمكن من تنفيذ مطالبه وأوامره أيضا أفيحق له والحال هذه أن ينيب عن الخليفة أحد الأشراف ليرجع إليه في الأمور أم لا ثم أعطى فتواه هذه شخصا يسلمها إلى قاضي قضاة بغداد يدا بيد فبعد أن قرأها القاضي من ألفها إلى يائها قال يحق له ذلك

وأخذ العالم المذكور نسخة من فتوى قاضي قضاة بغداد ووضعها مع رسالة كتب فيها فقد طالت إقامتي ببغداد إن سيد العالم يمتنع عن منح محمود ما يتطلع إليه من ألقاب على الرغم من خدماته وطاعاته الكثيرة جدا ولا يحقق للسلطان الغازي ما يصبو إليه من امال بل يضايقه إلى هذا الحد ان يسر محمود بعد الان بمقتضى هذه الفتوى وحكم الشرع بخط قاضي قضاة بغداد نفسه فلا جناح عليه فما أن قرأ الخليفة الفتوى والرسالة حتى بعث إلى وزيره بحاجب الحجاب حالا بان أدع إليك الان رسول محمود وأكرمه وهدىء من روعه ثم أعطه ما أمرنا به من خلعة ولواء ولقب اصرفه راضيا مسرورا

وهكذا أضيف إلى محمود بعد كل خدماته المرضية ومساعيه المتواصلة وهواه وذكاء رسوله العالم لقب أمين الملة الذي ظل يلقب به ويلقب يمين الدولة طوال حياته

أما اليوم فإذا لم يكتب لأقل الناس شأنا سبعة أو عشرة ألقاب يغضب ويسخط غير أنه لم يكن للسامانيين الذين كانوا ملوك زمانهم لسنوات طويلة وحكموا بلاد وراء النهر من أطرافها إلى أطرافها وخراسان والعراق وخوارزم ونيمروز وغزنين سوى لقب واحد إذ أطلق لقب ملك الملوك على نوح ولقب الأمير السديد على والده منصور والأمير الحميد على نوح والد منصور والأمير الرشيد على نصر والد نوح والأمير العادل على إسماعيل بن أحمد والأمير الماضي في التواريخ وأطلق

صفحه ۱۹۸