سیر و ملاحم شعبی عربی
السير والملاحم الشعبية العربية
ژانرها
حمزة العرب يفتح القسطنطينية وبلاد اليونان
وتحفل سيرة حمزة العرب بالكثير من المعلومات الوصفية لأدب الرحلات وعادات وممارسات الشعوب والأقطار التي حارب فيها العرب بقيادة حمزة، إلى أن تملكوها.
من ذلك الوصف الدقيق الرائع الذي تسجله السيرة للقسطنطينية وبلاد اليونان، والذي لا يغفل وصف المدن وتقاليد السكان، ووضع المرأة وسفورها، وآداب الحديث والمائدة، وعبارات الحب والغزل والخمر، والأعمال الفنية والطرز المعمارية.
فما أن اقتحمت الجيوش العربية القسطنطينية حتى تقدم ملكها «إسطنانوس» فاستقبلهم ورحب بهم. ويرد بالسيرة أعذب الوصف للمدينة الهلينية، حين تركوا خيولهم خارج أسوارها ودخلوها؛ لأن أسواق المدينة كانت مبلطة بالرخام الأبيض المشغول بالنقش الروماني بعروق سوداء مصنوعة على نسق جميل مما يدهش العقول، وكذلك جدران الأسواق وأغطيتها كانت مغطاة بألواح من خشب الجوز المدهون، وبين كل لوح ولوح خط أصفر ذهبي يلمع كالذهب، فداوموا السير وكلما مشوا في سوق يروا شيئا جديدا إلى أن وصلوا سراية الأحكام، فوجدوا بابها من الرخام وأعلاه من النحاس الأصفر المنقوش وعليه رسوم وتماثيل عجيبة تأخذ الأبصار لم ير النعمان ولا غيره مثلها، وعند جانبي الباب أسدان من النحاس الأصفر، كل واحد منهما بقدر الأسد الكبير، وأعينهما متجهة على الدوام إلى كل من ينظر إليهما، وبعد أن دخلوا باب السرايا نظروا هناك العجائب من كثرة التحف والتماثيل المصنوعة من عمل قدماء اليونان
25
المجلوبة.
فتح مصر وبلاد الشام وفلسطين
وعادت الجيوش المنتصرة إلى بيروت، وملكها كسروان وتحركوا إلى طرابلس، ثم صيدا، ثم عكا يجمعون الخراج لكسرى.
ذلك أن حمزة والملك النعمان بن المنذر بن ماء السماء واصلوا تقدمهم وهم يفتتحون المدن والقلاع عبر العواصم السورية والفلسطينية، لحين دخولهما مصر، وعليها ملكان عظيمان أحدهما «سكاما» والآخر «ورقة» وهما أخوان.
والملفت أن راوي السيرة لا يغفل تساؤلات حمزة، لتابعه ورفيقه الأقرب عمر العيار فما أن سأله على مشارف مصر حتى أجابه عمر بكل المعلومات التي يكون قد جمعها هو وأتباعه من العيارين، مستكشفا - على الدوام - الطريق، جامعا دقائق البلد، الذي يزحفون إليه.
صفحه نامشخص