سیر و ملاحم شعبی عربی
السير والملاحم الشعبية العربية
ژانرها
وهكذا ما أن تمت مهمة وزير كسرى حليف العرب بزرجمهر بمولد الطفل المخلص المرتقب حمزة، حتى عاد إلى المدائن، عاصمة الحيرة
24
مملكة النعمان الذي رحب به، وأخبره بمولد الحمزة المرتقب منقذ العرب من جور الفرس إلى حد إبادة الدولة الكسروية وتعزيز الدولة العربية.
واهتم الوالد بالتربية الحربية لولده، حمزة، فأنشأ له مرمحا أو سوق طراد، فواصل مغامراته الحربية بصحبة تابعه عمر العيار، فشرب من ماء الحياة، من يد الخضر، وهو ذلك الماء الذي لا يعطش من شرب منه، وحين اختفى الخضر هتف حمزة أنه الغوث.
وهكذا بدأ حمزة سلطانه بمحاربة القبائل المناوئة لقبيلته المكية، ومنهم «بنو الأجدل» وساقهم كالأغنام، وعندما سمع بأن العرب وعلى رأسهم الملك النعمان بن المنذر، يدفعون الجزية إلى كسرى والأعاجم فأبادهم وشتتهم وواصل زحفه إلى الحيرة لمحاربة الملك النعمان وإرجاعه عن عبادة النار، وترك معتقدات آبائه العربية.
ومثل حمزة مثل كل الأبطال الشمسيين، جلجاميش البابلي العراقي، وشمشون الفلسطيني الذي استعارته الأساطير العبرية في عصر القضاة أو شيوخ القبائل، وكذلك الزير سالم، من حيث تعقب النساء له لمجامعته ومعرفة سره ومصدر قوته، وباتجاه هدمه لصالح قبيلتها، المريين أو الموارنة.
ذلك أن السيرة تزوجه من الأميرة الجميلة مهر دكار، وحيدة كسرى الذي أنجب منها ابنا، قطع فيما بعد رأس جده كسرى أنوشروان واعتلى عرشه.
ومن المرجح أن المخطوطة الأصلية أو الأم لهذه السيرة ما تزال إلى أيامنا محفوظة بإحدى المكتبات الألمانية، مثلها مثل سيرة عمر النعمان بمكتبة جامعة توبنجن، والسيرة الفلسطينية العريقة «الأميرة ذات الهمة» التي يفوق حجمها العشرين ألف صفحة.
فإذا ما تجاوزنا النمو المدهش المصاحب لولادة وفروسية حمزة العرب في مكة، هو وتابعه الملازم له على طول حروبه، عمر العيار؛ نجد أن العرب بدورهم كان لهم حلمهم الكبير في التخلص من جشامة كابوس الحكم الفارسي لهم.
الأمير حمزة وتابعه العيار يجمعان جيوشهما العربية
صفحه نامشخص