سیر و ملاحم شعبی عربی
السير والملاحم الشعبية العربية
ژانرها
التي ترجع إلى الأسرة الثامنة عشرة، والتي يمكن القول بأنها ما تزال تعيش بحذافيرها على الشفاه محفوظة بكاملها في الذاكرة الجمعية الشعبية أو الفولكلورية، بل يمكن ذكر أن الكثير من العناصر التي تصادف باحث سيرة شعبية أو ملحمة أو قصة غنائية استطرادية؛ قد ترجع إلى مخزون الذاكرة الجمعية الموغلة القدم، من ذلك «بالاد» - البنوت - التي يمكن إرجاعها إلى الدولة القديمة ونصوصها البردية، وكذا بالنسبة للقصة الشعرية أو الملحمية «سعد اليتيم» ومدى تشابهها مع قصة الأخوين التي ترجع إلى الدولة الوسطى.
أخيرا أذكر مقولة للناقد الأدبي الإنجليزي «مارتن أيزلن» يذكر فيها أن المسلسلات الدرامية التليفزيونية - على أيامنا - حين تصل إلى أقصى درجات انتشارها الجماهيري، فإنها في هذه الحالة تصبح كبديل معاصر، للملاحم والسير الشعبية والبالادة الشعرية الموسيقية التي كان ينشدها رواة ومداحو ومغنو العالم القديم، من محترفين وهواة.
وعلى هذا النحو كان الانتشار اللامتناهي للسير والملاحم الشعبية عبر ساحات الأسواق والموالد ومشارب الشاي وأسواق عكاظ - القبلية - القديمة؛ حيث كان يجري إنشادها وحكيها، والإبداع في إيصال مواقفها التراجيدية - بل يمكن القول المليودرامية - الغارقة في بحار الدم والدموع والتجهر البربري الوحشي.
القسم الثاني
القيم الموسيقية لهذا التراث الشعري الملحمي العربي
من المفيد إعادة الالتفات بشكل أكبر لتراثنا الملحمي الإنشادي الموسيقي، المنتشر على رقعة بلداننا العربية، وما يزال إلى أيامنا هذه يعاني كل اندثار نتيجة للإهمال والتجهيل الذي ما يزال يسود مزالقنا الثقافية.
فالاندثار المتجه إليه هذا التراث من موسيقي وشعري ملحمي مرجعه بالطبع الاتساع المتزايد لأجهزة الراديو والترنزستور وبقية أجهزة الإعلام الإلكتروني.
فيلاحظ أن حملة هذا التراث المتوارث من مداحين ومنشدين ومغنين يعرفون ب «صييتة» وكانوا في موقع أكثر نجوم مجتمعات ما قبل المعرفة بالراديو؛ أي منذ أقل من ربع القرن الأخير، من حيث شهرتهم وذيوع صيتهم، وتحققهم الجماهيري.
ولعلنا ما زلنا نذكر طلائع مداحينا ومغنينا المرموقين، بعيدا عن استديوهات وميكروفونات الإذاعة أو البث، يحوزون كل إعجاب وهم ينشدون ويتغنون بسير بالاد وملاحم الملك سيف بن ذي يزن، أو عنترة التي تجري أحداثها في اليمن، ويوسف وزليخة ما بين مصر وفلسطين، وملحمة «خيزران» التي تجري أحداثها ما بين مدينتي دمشق وحلب؛ حيث إن بطلها تاجر حراير أو أرجوان حلبي، معتاد على التنقل ما بين المدينتين، بالإضافة إلى القاهرة العربية.
وهي واحدة من أشهر الملاحم الغنائية السورية التي عثرت عليها في ريف مصر، ولا أعرف بالدقة مدى انتشارها ومتنوعاتها، وما طرأ عليها في ريف سوريا.
صفحه نامشخص