سیر و ملاحم شعبی عربی
السير والملاحم الشعبية العربية
ژانرها
ومرة أخرى أكد ملاك الرب سلطة سارة على هاجر ذاتها، في النص اليهودي، حين التقى بها بعد أن «أذلتها ساراي، فهربت من وجهها» وسألها ملاك الرب: «يا هاجر ساراي، من أين أتيت وإلى أين تذهبين؟»
فقالت: «أنا هاربة من وجه مولاتي ساراي»، فقال لها ملاك الرب: «ارجعي إلى مولاتك واخضعي تحت يديها.»
8
ويؤكد هذا النص الشفهي تضخيم «سارة» وإعطاءها كل السلطة في وجه إبراهيم، كما يعكس تواكل إبراهيم، واستسلام هاجر الكامل كجارية مضطهدة.
9
فبعد أن تمت هاجر أشهرها والليالي، أو أشهر حملها، وولدت إسماعيل قامت سارة بواجبها أو اتفاقها؛ أي إنها ولدت هاجر، واستقبلت المولود، و«قطعت السرة وبعدين قمطته» ثم كحلته وعلى الفور ألقت به - ربما عندما تبينت أنه ذكر - في وجه أمه، وكان أن طردتهما هو وأمه.
فالتزام سارة بشعائر المولود الجديد إسماعيل من تقميط وقطع السرة وتكحيل، يشير إلى أنها تمارس بالفعل شعائر تطهيرية
10
على الطفل حديث الولادة، والتي عادة ما تستخدم الماء، أو النار، أو الكحل؛ بهدف تخليص المولود من النجاسة، أو الدناسة - كما يسميها تيلور - كشعائر تطهير، كالوضوء عند المسلمين، والتعميد بالماء عند المسيحيين.
فإسماعيل - هنا - هو الطفل الذي دارت المنازعات حول مولده، وهو وإن لم ينتزع من أمه، مارا بمرحلة قتل الأم، وهي المرحلة التي يجتازها - عادة - الأطفال القدريون؛ إذ إن الأم هنا تمر بنفس الظروف من الاضطهاد والتغريب والتعرض للقتل. بين خلا وجبال الوحش يهشم في عضاها، يأكل الجثة ويشرب من دماها، إلا أن كليهما - الأم وطفلها - يمران بمرحلة الطرد والانتزاع من القبيلة.
صفحه نامشخص