سیر و ملاحم شعبی عربی
السير والملاحم الشعبية العربية
ژانرها
وكانت الواقعة الرئيسية التي أعلت من شأن الجد السلف لذات الهمة وهو جندبة، هي إنقاذه لقافلة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وهي في طريقها من فلسطين - أو عبرها - إلى دمشق، مما دفع الخليفة إلى أن يبعث في طلبه، لكن في الطريق إليه، تحدث واقعة جانبية، حين يصرع هشام بن عبد الملك بن مروان في حب (قتالة الشجعان) زوجة جندبة، إلى أن يتمكن من استلابها أو اختطافها منه.
وحين تنتهي مهمة جندبة في دمشق بعد أن كرمه الخليفة الأموي عاد جندبة إلى قومه في فلسطين، وتزوج بأميرة فلسطينية تدعى «حسنا» أنجب منها الصحصاح، الذي واصل تفوقه كقائد حربي، إلى أن فتح القسطنطينية،
1
أو أنه كان القائد الحربي للجيوش الإسلامية المتحالفة الغازية، وأبرزها - بالقطع - الطلائع البحرية الفلسطينية.
ولعلنا - ونحن نتعرض للصحصاح - نكون قد وصلنا إلى الجيل الثالث لأسرة ذات الهمة التي ستطالعنا سيرتها في الجيل الخامس لهذه الأسرة الفلسطينية الحاكمة؛ ذلك أن الأمير الصحصاح جدها تزوج بامرأتين ولدت له الأولى واسمها
2
ليلى ابنا أسمته «ظالما»، والثانية المضطهدة ولدت له «مظلوما»، ومظلوم هذا هو والد فاطمة أو الأميرة الذلهمة التي تواتر اسمها إلى ذات الهمة.
أما الصحصاح فهلك خلال صراعه مع النمور البرية التي افترسته في العراء، وهو في الثامنة والثلاثين من عمره.
فتسرد علينا السيرة مطولا أن ظالما اغتصب ملك أبيه الصحصاح، وراح يضطهد أخيه مظلوما وأهل بيته، الذين تسميهم السيرة ببني الوحيد، إلى أن ترك له الديار راحلا لينزل بزوجته سعدة ومرزوق وفاطمة أو ذات الهمة الطفلة، فسكن إلى جوار قبائل طيء.
3
صفحه نامشخص