سیر و ملاحم شعبی عربی
السير والملاحم الشعبية العربية
ژانرها
Canis mayor
والذي يشير إلى أنه يعني: نجم الشعرى اليمانية، أو ما كان يطلقه العرب من مسميات على اسم القمر لإخفاء الاسم الحقيقي لرب الأرباب، ومن أسمائه عندهم: السلطيط والتغرور والساهور.
فمن حمير انحدر الكلبيون، أو الشعوب البحرية العربية، بفلسطين وسوريا ولبنان، وظلت طلائعهم البحرية الفلسطينية، ممثلة في تحالف قبائل بني كلاب وبني عامر، التي ذكرنا مرارا معاودة الزير سالم لها. •••
فالأميرة ذات الهمة من سلالة الزير سالم، فلسطينية، بل ومن بني كلاب، فذات الهمة هي أيضا أميرة وهبت نفسها للدفاع عن الأمة العربية، فاختارت منطقة الثغور لكي تكون موطنها؛ ذلك أنها المنطقة التي يتحدد فيها موقف الدين الإسلامي، والشعب العربي ضد الروم المغبرين - كما تذكر سيرتها.
فانتقلت ذات الهمة على رأس الجيش العربي المتطوع والممثل في قيادة التحالف القبلي لبني كلاب إلى منطقة الثغور؛ حيث اتخذت من ملطية عاصمة لها.
فلولا إشارة من القلقشندي عن هجرة ذلك التحالف الكلبي الفلسطيني لبني كلاب إلى منطقة الثغور، والدور الذي لعبوه في الحروب العربية البيزنطية لما تعرفنا على جذور ومنشأ هذه السيرة الفلسطينية، للأميرة ذات الهمة وسيرتها التي تحفظ لهذا التحالف الكلبي الفلسطيني دوره الطليعي والمقوم للدولة العربية، من أموية لعباسية خارجيا وداخليا .
فالسيرة - مثلا - تذكر أن نكبة البرامكة حلت بهم لعلاقتهم ببني كلاب كطلائع غيورة على الأمة العربية. وإذا ما اكتفينا بهذا القدر، وعاودنا الالتزام بسرد سيرتنا «الزير سالم» حيث توقفنا عند عودة شيبون بن الضباع من حروبه من بلاد الروم، فعقب إهانات شيبون ذاك، لم يجد الزير سالم بدا من منازلته وقتاله، وهكذا «ضربه على رأسه فشقه، إلى تكة لباسه.»
ولما رآه المهلهل مجندلا ندم وتحسر، وأنشد أعظم مراثيه الاجتماعية الثورية، التي كان لها أكبر التأثير وأرسخه، في شعر الشعبي الفولكلوري، خاصة الموال الأحمر، على امتداد الوطن العربي؛ حيث يقول «المال يبني بيوتا لا عماد لها»، وأن «العز بالسيف ليس العز بالمال»، والتي فيها يواصل دوره كبطل شعبي ثوري، حتى في تصديه للنسب والأنساب التي تصل في تلك الأيام - وإلى أيامنا - إلى حد التقديس حين يقول: «العم من أنت مغمور بنعمته، والخال من كنت من أضراره خالي»:
الزير أنشد شعرا من ضمايره
العز بالسيف ليس العز بالمال
صفحه نامشخص