فقتل منهم أبوحمزة نحوا من اربعة آلاف واصيب مع أبي حمزة يوم مكة أبو عمر وابنه وكانا من افاضل المسلمين ومن مناقب أبي الحر إن اهدى اليه رجل من أهل البصرة بساطا فيه تصاوير فباعه فقال له وائل أن كان مما يوطى ويمهد فلا باس فلم يلتفت إلى كلامه عن عيسى بن علقمة قال كان أبو الحر موسرا وتاتيه غلته من البصرة إلى مكة نقرة واحدة ذهبا فيقسمها نصفين فيفرق نصفها في فقراء المسلمين وربعا في نفقته وربعا يحبسه ليهيئه لمن يمر به من المسلمين وفي معاونتهم ولزمه شاب من المسلمين وكان صاحب امره والذى يولى حوايجه فاتته غلته مرة واعطى فقراء المسلمين النصف فاحتاج إلى ثمنه والنصف الباقى فدعا فامره ببيعها فابطأ عنه فقال له ما حبسك فقال إن القطعة ضاعت فقال أبو الحر في الله خلف من كل هالك ولم يسأله عن شىء فخرج يوما إلى المسجد فاذا القطعة موضوعة بين يدى صائغ فعرفها فقال من اين اتتك قال ناس من بني مخزوم دفعوها إلى اصوغها لهم حليا فجاز عليه مرة اخرى قال له إني سالت القوم فقالوا إن الشاب الذي يخدمك باعها منهم فاستثبت أبو الحر الخبر من المخزوميين وكان لابى الحر مجلس يجلس فيه للذكر يوم الاثنين ويوم الخميس فامر الشاب أن يدعو جماعة من مشايخ المسلمين أن يحضروا مجلسه ففعل قال لهم أبو الحر لايكون اكثر كلامكم الا في تعظيم الامانة فان بعض اصحابكم قد ابتلى ففعلوا فلما بلغ الامر إلى أبي الحر عظم من ذلك ماشاء الله والفتى جالس قد غمره العرق فخرج
صفحه ۱۰۱