قال أبو سفيان: نفى الحجاج جابرا وهبيرة جد أبي سفيان إلى عمان قال كانت جدة أبي أم الرحيل عم أبي وجدى العنبر وكبرت فاتيا أبا الشعثاء فقالا امنا لاتطيق الصوم قال صوما عنها فصام عنها الرحيل فاتياه في العام القابل فقالا أم الرحيل لاتطيق الصوم قال فاطعما عنها فاطعما عنها العنبر قال جابر بن زيد ليس للعالم أن يقول للجاهل اعلم مثل علمى والا قطعت عذرك وليس للجاهل أن يقول للعالم ارجع إلى جهلى وضعفى والا قطعت عذرك واذا قال العالم ذلك قطع الله عذر العالم واذا قال الجاهل ذلك قطع الله عذر الجاهل قال قال ضمام كان جابر ياتى الخوارج فيقول لهم اليس قد حرم الله دماء المسلمين بدين فيقولون نعم وحرم الله البراءة منهم بدين فيقولون نعم فيقول اوليس قد احل الله دماء أهل الحرب بدين بعد تحريمها بدين فيقولون بلى فيقول وحرم الله ولايتهم بدين بعد الامر بها بدين فيقولون نعم فيقول هل احل ما بعد هذا بدين فيسكتون قال قال جابر لامراة من المسلمين إني احبك فافترقا فتفكر في قوله لها إني احبك فرجع اليها فقال في الله قالت وما نظن إني حملت ذلك على غير الحب في الله أي والله في الله قال لما مات جابر اتى قتادة قبره وهو اعمى اذ ذاك فقال ادنونى من قبره فوضع يده على قبره فقال اليوم مات عالم العرب قال اطلع أبو الشعثاء فاذا برجل من الاكارين يبكى ويمسح دموعه قال مالك ويحك قال صبيان دربكم هذا نزعوا منى قنوين جئت بهما إلى صاحب الارض فاخاف أن لا يصدقنى فبعث جابر إلى بعض اصحابه له نخل فاخذ قنوين فبعث بهما اليه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر وتوفي سنة ست وتسعين وكان اعلم الناس واورع الناس واعبد الناس استضاء بنوره جماعة عظيمة واخذ عنه ناس كثيرة وكان مجاب الدعاء قال سالت ربى امراة مؤمنة وراحلة صالحة ورزقا كفافا فاعطانيهن.
ومنهم عبد الله بن أباض المرى التميمي امام أهل التحقيق والعمدة عند شغب
اولى التفريق سلك باصحابه محجة العدل وفارق سبل الضلالة والجهل وكان رحمه الله على ما حفظت ممن خرج إلى مكة لمنع حرم الله من مسلم عامل يزيد الملقب بمسرف وكان كثيرا ما يبدى النصائح لعبد الملك بن مروان وفي حفظى انه يصدر في امره عن راى جابر بن زيد وله مناظرات مع الخوارج وغيرهم.
ومنهم عمران بن حطان الشيبانى تقدم سبب توبته وكان ورعا صالحا شاعرا
خطيبا عالما واشعاره كثيرة وتغيب من الحجاج فانتقل في القبائل حتى نزل بروح بن زنباع وزير عبد الملك بن مروان فانتمى له من الازد وكان
صفحه ۷۷