من بيت إلى بيت في يوم ريح فلما أصبح أتى الشيخ للوداع قال له ما السبب قال سمعتك وما ذكرت من قلة من ينجو من العلماء قال أبو نصر إذا كان هذا شأن العلماء فكيف بنجاة غيرهم بل الجهال دود لا يفلت منهم أحد.
ولما حضرت الوفاة أبا نصر أخذ يبكي قيل ما يبكيك قال خوفا من الفتيا قلت دار من دور نفوسة لم يدخلها فتياى.
ومنهم أبو غلبون النفوسي وأبو محمد بن المطا النفوسي الامللي كانا عالمين
عاملين صالحين كان أبو غلبون يقرأ في منزله وتقرأ معه ابنته من بيتها من الجانب الآخر من الوادي ورأى ليلة القدر فأضاءت الأرض فأبصر ذئبا بموضع بعيد يكاد أن لا يبصر فيه بالنهار.
وفي السير إن أبا المطا شديد الورع فطلق امرأته فقال من قال الآن يتبين ورعه يعني أن صدقات النساء ثلاثة أرباع ما عند الزوج من الربع هل ينصف نفسه فيعطيها ثلاثة أرباع الأصل فأنصف من نفسه وأعطاها حقها وأم الربيع موضعها بقرب موضعه كانت مأوى للأخيار وكهفا للأبرار وسيأتي ذكرها مع ذكر أبي حسان خيران بن ملال الفرسطائي.
ومنهم أبو محمد عبيدة التلاتي النفوسي.
وفي السير كان شيخا وذكر من سخائه أن وقع بنفوسة قحط وشدة فأخذ ينفق أهل بلده ما شاء الله من الدهر وقال لهم من أراد أن يأخذ نصف صاع لغدائه ونصف صاع لعشائه من أي نوع شاء من شعيرا أو تمرا وتين.
ومن ورعه أن أرسل ناقته ترعى وديعة عند العرب فحملت فلما ولدت رد لهم الولد ومن حزمه
صفحه ۳۰۰