الممسك في غير بخل، فرحم الله عمر رضي الله عنه.
(ذكر خلافة عثمان بن عفان)
ابن أبي العاص بن امية بن عبد شمس بن عبد مناف بويع في غرة المحرم بعد موت عمر بثلاثة ايام يوم السبت عام أربعة وعشرين وذلك إن المقداد جمع أهل الشورا في بيت ومعهم عبد الله بن عمر فامروا أبا طلحة الحجمي أن يحجبهم فجاء عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة فجلسا بالباب فصحبهما سعد واقامهما وقال: تريدان أن تقولا حضرنا وكنا في الشورى فتنافس القوم في الامر فقال أبو طلحة: والذي ذهب بنفس عمر ما ازيدكم على الثلاثة ايام التي امرتكم فردوا الامر إلى عبد الرحمن بعد أن خلع نفسه منها الا عليا قال: ما تقول يا أبا الحسن فقال: اعطني موثقا لتؤثرن الحق ولا تتبع الهوى ولا تالوا الامة خيرا فاخذ ميثاقهم واعطاهم مثله على أن يختاروا دون هوى وان يرضوا بمن يختار فاختار عثمان لسنه وسابقته وقال المقداد بن الاسود: اناشدكم الله لا تولوا امركم رجلا لم يشهد بيعة الرضوان وفر يوم احد؛ يعني عثمان، واجتمع الناس وغص بهم المجلس فقال عمار: إن اردت الا يختلف المسلمون فبايع عليا فقال المقداد: صدق عمار وقال سعد بن أبي سرح: إن اردت الا يختلف قولان فبايع عثمان، وكان قد ارتد عن الاسلام على عهد النبي عليه السلام وقال عبد الله بن أبي ربيعة: صدقت، فتكلم بنو هاشم وبنو امية فقال رجل من بني مخزوم لعمار وقد قال: إن الله اكرمنا بنبيه واعزنا بدينه فكيف تصرفون هذا الامر عن بيت نبيكم لقد
صفحه ۲۹