مع أهل الوبر انما الدين في المدرر والله لا يحمل بنا أن نترك الدين لاتباع شهواتنا وانى لاخاف أن نكون ممن عاب الله عز وجل بقوله اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا فرد عليه عمروس بان قال ليس في ذلك ما تخافه لقد أباح الله التيمم لعدم الماء وأباح الضرب في الارض لطلب الفضل وابتغاء الرزق حيث قال وابتغوا من فضل الله وقال الا عابري سبيل وقال فان لم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فلم يقنع ذلك أبا مهاصر فرجع إلى منزله فاستصحب معه من تحف البادية فلما بلغ قسمها بين الاقارب والجيران والفقراء ومن تجب مواصلته فاعطى ليهودي فقال اللهم لا تنساه من رحمتك كما لم ينسنى قال أبو مهاصر ذلك ما ابتغي عندك قال أبو العباس: لعله انما اراد ما يعطفه ويلين قلبه ويدخله الاسلام والا فأبو مهاصر لا يجهل قوله تعالى { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله } قلت انما يريد ما يجده عند الله لان الله امر بذلك اذا كان جارا أو قريبا أو فقيرا ذا حاجة.
قال أبو العباس: جمع الصبيان واعطاهم ثم اعطى لهرة معهم وقيل جروة فاحتفلوا يدعون الله له ولقد شوهدت الهرة عند احتفالهم شائلة يدها معهم على هيئة الداعي إلى الله تعالى فيما ذكروه فقال لمن شاهد من ذلك ما شاهد إن الله خلق الرأفة واسكنها قلوب المؤمنين وخلق القسوة والجفوة واسكنها قلوب الكافرين.
قال أبو العباس: وجواب أبي مهاصر قد حكى عن ابن مسعود رضى الله عنهما قال أبو العباس: قال أبو نوح وحدث غير
صفحه ۱۹۹