بموضع يقال له ارجي ازمار فيما يقول أبو محمد فقال لها أن امير المؤمنين بعث الي بالولاية فاشيري علي فقالت أن علمت في نفوسة افضل منك فتقدمت فستكون خشبة في جهنم فقال اما في امور الرجال فلا أعلم فيهم مثلي فرجع إلى المشايخ فقبل الدخول في امورهم فلما ولوه قالوا سيروا نزور وقاية افضل من عمائمنا فلما ولى الامور احسن السيرة وعدل في القضية وساس الرعية وصحب الاشياخ ورضى به أهل الخير مثل أبي زكريا الذي هو الجبل والجبل أبو زكريا وأبي مرداس وأبي الحسن الأبدلاني وغيرهم ممن يكثر عددهم.
فلما سمع خلف بولايته اشمخر واستكبر وشن الغارات على المسلمين ومن كان في حيز أبي عبيدة وارسل اليه أبو عبيدة يكف عن فعله فابى فارسل إلى الإمام أن يأذن له في دفاعه فأجابه بان يلاطفه ويلاينه الا أن فاجاه فليدفعه فمكثوا كذلك حتى مات الإمام وهم على حالهم ثم إن المسلمين بتيهرت اجتمعوا بعد موت الإمام واتفقوا على أن يولوا ابنه أفلح فقدموه من يومهم لعلمهم بصلاح احواله في ايام ابيه وكثرة علمه وقوة نفسه وشجاعته وسيأتي الكلام عليه فلما بلغ موت الإمام وتولية ابنه أفلح خلفا انف وانحاز بمن معه إلى ناحية تيمتى وما يليها من المشرق وزاد في الفساد على فعله فكاتب أبو عبيدة أفلح يستأذنه في دفاعه فاجابه أن يلاطفه كما اجابه أبوه من قبل فلح خلف وتمادى في العتو والفساد فقتل الانفس ونهب الاموال وقتل بعض اصحابه غلطا فاخصب الله جهته استدراجا
صفحه ۱۸۳