الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم من الجهاد والتكذيب والاذى والشدة والمشقة والمكروه مع كثرة عددهم وشدة شوكتهم وتخوفوا أن يكون لا طاقة لهم بحربهم فرضوا أن يتمسكوا بدينهم ويتركوا الناس وما اختاروا لانفسهم.
فقال: أبوبكر: (والله لو لم اجد احدا يؤازرني لجاهدتهم بنفسي وحدي حتى أموت أو يرجعوا إلى الاسلام ولو منعوا مني عقالا لجاهدتهم حتى الحق بالله) فشمر الذيل وقاتل من ارتد فعادوا جميعا مذعنين للحق وذلك سنة احدى عشرة.
ثم وجه فيها خالد إلى اليمامة فقتل مسيلمة بعد أن استشهد من المسلمين الف ومايتا رجل وقيل اربعمائة منهم سبعمائة جمعوا القرآن.
وفيها بعث المهاجر ابن أبي امية إلى حرب الاشعث بن قيس فاوتي به اسيرا في الحديد فقال لابي بكر بعد إن وبخه وشد عليه وعد عليه رذائله وسوء فعله، ابقني لحربك وزوجني اختك ففعل أبوبكر.
وفيها امر خالد أن يسير إلى العراق لقتال الفرس؛ ففتح حصونا في طريقه إلى أن بلغ الحيرة فلقي فيها صاحب مصالح كسرى فقاتلهم قتالا شديدا فهزمهم الله للمسلمين. فصالح أهل الحيرة.
وحج بالناس أبوبكر، فلما انصرف بعث أبا عبيدة إلى الشام لقتال الروم. وكتب إلى خالد أن يمده أميرا على المسلمين، وفتح في طريقه حصونا وصالح، فنزلوا على بصرى وصالحوها، والتقوا بجموع الروم باجنادين؛ بين الرملة وحيرون. فهزم الله المشركين بعد قتال شديد مات منهم في المعركة ثلاثة الاف. وذلك عام ثلاثة عشر في جمادى الاولى.
وتوفي مساء ليلة الثلاثاء لثمان
صفحه ۱۸