126

السیر

السير

ناشر

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

ژانرها

الجهاد وشدة النكاية في العداء والمرض والموت بالسم رضي الله عنه فلما فعلوا فعلتهم صاحوا من فوق المدينة أين عاصم السدراتي الذي قتل بالسم وبلغ ذلك في أبي الخطاب مبلغا عظيما فأمر أهل العسكر أن يخرجوا بالليل بسلاحهم ويتركوا الأخبية كما كانت أشباه المنهزمين فلما أصبح أهل القيروان ظنوا أنهم هربوا فاتبعوهم مشرقين وقد كمن لهم أبو الخطاب فيمن معه فلما تراء الجمعان ووقع القتال انهزم أهل القيروان وولوا مدبرين فتبعهم حتى دخل القيروان فخرج أهل المدينة إلى موضع القتلا فاذا هم بثيابهم لم يسلب أحد منهم فقالت أمرأة كأنهم رقود وسمي الموضع رقادة إلى أيام عبد العزيز بن أحمد المكني بابي فارس فسماه نبهانه على ما قيل وخرجوا إلى زروعهم فاذا هي كما كانت لم يقع فيها فساد ولا ضرة بالناس ولا بالمواشي فتعجب الناس من عدل أبي الخطاب وطاعة أصحابه له فتفقد رحمه الله القتلا فوجد واحدا منهم مسلوبا فنادى مناديه من أخذ من القتلا شيئا فليرده فلما آيس دعا الله ربه وكان مستجاب الدعاء أن يفضحه على رؤس الأشهاد فركبوا خيلهم ليجروها وانقطع حزام جميل السدراتي وسقط وظهر السلب تحت سرجه فأخذه الإمام وادبه.

وكان رحمه الله أحسن السيرة فيهم حين هزمهم لم يجز على جريح ولم يتبع مدبرا فقال له خالد اللواتي ناكل من اموالهم كما يأكلون من اموالنا قال

صفحه ۱۲۹