قلت: ((والله فكاني بك لو فعلت ذلك لقد رجعت إلى بيتي فاعرست فيه ببعض نسائك)) فتبسم عليه السلام.
فتتام به وجعه وهو يدور على نسائه حتى اشتد به وهو في بيت ميمونة فدعا نساءه فاستأذنهن أن يمرض في بيتي فاذن له جميعا قالت: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي بين رجلين من أهله احدهما الفضل بن العباس ورجل آخر عاصبا رأسه تخط قدماه حتى دخل بيتي فاشتد به وجعه قال: ((اهرقوا علي سبع قرب من أبار شتى حتى اخرج إلى الناس فاعهد اليهم)) فاقعدناه في مخضب ثم صببنا عليه الماء حتى طفق يقول: ((حسبكم حسبكم)). والمخضب: شبه اجانة يغسل فيها كالثور والمدكن.
ثم خرج - صلى الله عليه وسلم - عاصبا رأسه حتى جلس على المنبر: فصلى على أصحاب احد واستغفر لهم فاكثر الصلاة عليهم ثم قال: ((إن عبدا من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله)) فبكى أبوبكر وفهم إن نفسه اراد فقال: بل نحن نفدوك بانفسنا قال: له على رسلك يا أبا بكر.فامر بسد أبواب المسجد الا باب أبي بكر ثم نزل.
وأشتد برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت له عائشة: إن أبا بكر رجل رقيق ضعيف الصوت كثير البكاء اذا قرأ القرآن، قال: مروه فليصل بالناس قالت: فعدت لمثال قولي فقال: انكن صواحبة يوسف مروه فليصل بالناس وانما فعلت ذلك عائشة خشية أن يتشاءم الناس بمن قام مقامه عليه السلام في كل حدث فاحبت صرفه عن ابيها.
وقال ابن زمعة: كنا عنده
صفحه ۱۲