صیانت انسان
صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان
ناشر
المطبعة السلفية
شماره نسخه
الثالثة
محل انتشار
ومكتبتها
ژانرها
عقاید و مذاهب
وطلب الحاجات وكشف الكربات، فمن جعل ذلك من دينه فقد كذب عليه وبدل دينه". انتهى.
هذا آخر ما في الصارم، ومحصوله أن شيخ الإسلام لا يقول إن نفس الزيارة مما يؤدي إلى الشرك، إنما يقول: إن الإفراط في تعظيم قبره ﷺ -بأن يجعل قبره الكريم عيدًا أو يتخذ مسجدًا أو موقفًا، أو تطلب الحاجات عنده، أو يعتقد وجوب زيارة قبره ﷺ أو استحبابه استحبابًا متأكدًا فوق ما يثبت من قوله ﷺ "فزوروها" أو من فعله ﷺ في زيارة قبور المسلمين- مما يؤدي إلى الشرك، ولا يبعد أن يقال إن نفس الزيارة وإن كانت مشروعة عند شيخ الإسلام وجميع المسلمين ولكنها بالنسبة إلى العوام والطغام قد تفضي إلى الشرك، فإذن يمنعون عن نفس الزيارة قطعًا للذريعة وسدًا للوسيلة، كما لو كانت زيارة قبر أحد غيره ﷺ بالنسبة إلى العوام مفضية إلى الشرك فيمنع العوام عن نفس الزيارة هناك أيضًا. وهذا أمر جلي لا يجحده من فهم باب قطع الذرائع وسد الوسائل حق الفهم من أهل الفقه والحديث، ويدل عليه آيات بينات وأحاديث صحيحة وعبارات السلف والخلف من المتقدمين والمتأخرين لم تتعرض لذكرها خشية الإطناب.
قوله١: " ومنها أمران لا بد منهما: أحدهما وجوب تعظيم النبي ﷺ ورفع رتبته عن سائر الخلق، والثاني إفراد الربوبية واعتقاد أن الرب ﵎ منفرد بذاته وصفاته وأفعاله عن جميع خلقه".
أقول: لا يخفى ما في هذا الحصر من النظر، فإنه لا بد هناك من أمر ثالث وهو عدم إحداث ما ليس من أمر الدين مما لم يأذن به الله ورسوله، بل من أمر رابع هو الاجتناب عما نهى الله عنه ورسوله، فمن أحدث في أمر الزيارة ما ليس عليه دليل
_________
١ يعني قول الشيخ دحلان.
1 / 81