ردها، فانقطع عن المناظرة معتذرًا بأن أحد أقاربه بقاديان مريض، وأنه سيسافر لعيادته. وجميع المكاتبات التي دارت في هذه المناظرة حتى انقطع المرزا مدونة في كتاب (الحق الصريح، في إثبات حياة المسيح) وهو مطبوع، وكانت تلك المناظرة في سنة ١٣١٢هـ.
وفي مدة إقامته في دهلي كتب رسالة سماها (القول المحمود، في رد السود) ١. وكان أصل تلك المسألة من الشيخ نذير أحمد الدهلوي.
ومن مفردات الشيخ أنه كان يجيز الأضحية إلى آخر ذي الحجة، وخالفه أهل العلم في ذلك، فجمع كتابًا استدل فيه على رأيه بأقوال أهل العلم، فجاء كتابًا ضخمًا ولكنه لم يطبع.
وصنف كتابًا مبسوطًا في مسألة القراءة خلف الإمام سماه (البرهان العجاب، في مسألة فرضية أم الكتاب) طبع بعد وفاته.
وله غير ذلك رسائل دينية منسوبة إلى بعض تلاميذه.
وكانت عادة الشيخ مدة مقامه في دهلي أن يعقد مجالس للتدريس في جميع العلوم، ومن ذلك ساعتان بعد صلاة الصبح لتفسير القرآن بالحديث٢، وكان الناس يحضرون من أماكن بعيدة لاستماع هذا الدرس بشوق عظيم.
توفي ﵀ في دهلي سنة ١٣٢٦هـ، وكان عمره حينئذ أربعًا وسبعين سنة (إنا لله وإنا إليه راجعون) طيب الله ثراه، وجعل الجنة مثواه، وقد جمع الشيخ (نظر أحمد) تاريخ وفاته بحسب الجمل الحرفية فكانت (قد دخل الجنة بلا حساب) والشيخ إعجاز أحمد قد أخرج من لفظ (مغفور) تاريخ وفاته، وأنشد في ذلك قصيدة عربية فصيحة بليغة لا بأس بإيراد شيء منها قال:
_________
١ أي الربا، والسود لغة أوردية.
٢ لعل الأصل "بالمأثور"، لأن الأحاديث المرفوعة في التفسير قليلة، وكذا الموقوفة.
1 / 17