الواحد القهار، كيف لا وهذا هو حال رسولنا وحال نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم.
عن أبي هريرة ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة» «١»
عن الأغرّ المزني ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «يا أيها الناس! توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة» «٢»
إن المسلم في حياته بأمس الحاجة إلى الاستغفار من الذنوب التي يرتكبها في أعماله وتصرفاته، وما من مسلم إلا وهو معرض لارتكاب الذنوب والمعاصي صغيرة كانت أم كبيرة.
ومن فضل الله على عباده أن جعل لهم طريقا للرجوع عن الذنب، ويسر لهم سبل التوبة والاستغفار من الذنوب جميعا، وليست التوبة والاستغفار قاصران على بعض الذنوب دون بعض، بل إن الله تعالى يقبل التوبة من جميع المعاصي، ويغفر كل الذنوب بشرط صحة التوبة والاستغفار، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على يسر هذه الشريعة الغرّاء، وعظم رحمة ومغفرة الله تعالى.
(١) البخاري: كتاب الدعوات، باب: استغفار النبي ﷺ في اليوم والليلة رقم (٦٣٠٧) .
(٢) مسلم: كتاب الذكر والدعاء، باب: استحباب الاستغفار والإستكثار منه رقم (٦٧٩٩) .