ثم قال: تفضل. تفضل. سلطان! لا تخف منه؛ إنه كلب عجوز وطيب، ثم إنه مريض لا يستطيع أن يؤذي نملة، تفضل!
وعوى الكلب عواء مكتوما. نظر في وجهي لحظة كأنه كان ينتظر إنسانا يعرفه، فلما أنكرني خفض رأسه، وأقعى على باب الغرفة.
وأقبلت امرأة عجوز حدقت في وجهي ثم التفتت إلى زوجها قائلة : من يا إدوارد؟!
قلت: مساء الخير يا سيدتي.
ويبدو أنها لم تسمع؛ فقد اقترب إدوارد من أذنيها وقال في صوت مرتفع: السيد يقول إنه غريب هنا، وقد تاه في الغابة (ثم التفت إلي): نعم يا سيدي، الغابة السوداء خطرة جدا، خاصة في الشتاء، تفضل هنا. قريبا من المدفأة. هذه زوجتي ماريا.
ومددت يدي فسلمت على اليد النحيلة التي امتدت نحوي. - أما أنا فاسمي إدوارد. الجو بارد في الخارج، أليس كذلك؟
قلت: يظهر أن العاصفة ستهب الليلة.
قال: نعم، نعم. الغابة السوداء خطرة جدا. وكم تاه فيها شبان مثلك! مساكين، طرقوا هذا الباب أيضا وباتوا عندنا. هل يعجبك المكان؟
قلت: بالطبع يا سيدي.
قال: كنا نتعشى الآن، هل تتفضل فتشاركنا الطعام. تفضل، تفضل، طعام متواضع. نحن فلاحون، نعيش هنا منذ عشرين عاما. ليست حياة الفلاحين سهلة كما يتصور الناس. هل تحب كوبا من الشاي؟
صفحه نامشخص