20

فأطرق برأسه حتى كادت تلامس الشعر الأسود الكثيف في صدره، وقال: يونس هيه، ماذا تريد؟

أفلت مني الرد الطائش كأنني أصرخ في حلم، فهتفت: أريد العدالة!

زاد من تقطيب وجهه ومسح ذقنه بكفه قبل أن يقول: يونس، ويبحث عن العدالة؛ نفس الحكاية القديمة!

لم أفهم شيئا، فقلت: هل ترى سعادتك فائدة في الدعوى؟

فوقف وأخذ يتمشى في الحجرة التي بدت ضيقة وهو يذرعها بخطواته الواسعة المتأنية، ثم وقف فجأة وأشار إلي بيده الضخمة: هل تعرف ماذا جرى له؟

سألت في حيرة: لمن يا سعادة البيه؟

فقال في عصبية: ليونس طبعا. قلت لك ليونس!

قلت وقد ازدادت حيرتي: وأين جرى له هذا؟

قال كأنه لم يسمعني: في جوف الحوت طبعا!

ولم أفهم عن أي شيء يتكلم فرأيت من الخير أن أسكت. وزادت مخاوفي وأنا أراه يقترب من السرير ويشخط في كأنه يوقظ ميتا: عار عليك ألا تعرف!

صفحه نامشخص