تمهيد
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
تمهيد
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الست هدى
الست هدى
صفحه نامشخص
تأليف
أحمد شوقي
تمهيد
زمن الرواية:
سنة 1890م.
مكان الرواية:
حي الحنفي، القاهرة.
أشخاص الرواية:
الست هدى.
الست زينب:
صفحه نامشخص
صديقتها.
خديجة:
من فتيات الجيران.
أسماء:
من فتيات الجيران.
بهية:
من فتيات الجيران.
إقبال:
من فتيات الجيران.
عبد المنعم المحامي:
صفحه نامشخص
زوج الست هدى.
حلمي:
كاتبه.
السيد العجيزي:
من أعيان الريف وزوج آخر للست هدى.
محمد:
من أصدقاء السيد العجيزي.
أحمد:
من أصدقاء السيد العجيزي.
عامر:
صفحه نامشخص
من أصدقاء السيد العجيزي.
الشيخ الحلبي:
من أصدقاء السيد العجيزي.
مصطفى النشاشقي:
من أصدقاء السيد العجيزي.
ألماز:
أغا.
رضوان:
خادم.
سلمان:
صفحه نامشخص
مراب.
الفصل الأول
(في دار صغيرة مؤلفة من: «مندرة» في الطبقة السفلى، ومن سلم يصعد منه إلى قاعة صغيرة، وثلاث حجرات، والمنزل مطل على مسجد «أبي الليف» بحي «السيدة زينب».) (الست «هدى» وجارتها «زينب» في إحدى الحجرات.)
الست هدى :
كيف يا أخت أنت؟ ...
زينب : ... ... ... نحن برغد
كلنا ما بقيت أنت برغد
الست هدى :
أنت يا «زينب» الوفية بالعهد
زينب :
صفحه نامشخص
ولم لا أفي وخيرك عندي؟
نحن من أربعين عاما على
خير جوار بين اثنتين وود
الست هدى :
لا، بل العهد لا يزيد على العش
رين! ... ... ... ...
زينب : ... خلي حسابه، لا تعدي
الست هدى :
اسمعي، اسمعي يا صديقي
لك هذا الدبوس ... ...
صفحه نامشخص
زينب : ... ... لي أنا؟ ...
الست هدى : ... ... ... بعدي
أنا أعطيت كل صاحبة شيئا
وأنصفت في الوصية جهدي
ما يقول الجيران «زينب» عني؟
زينب :
اتركيهم، لا تحفلي بالرد
الست هدى :
يقولون في أمري الكثير وشغلهم
حديث زواجي أو حديث طلاقي
صفحه نامشخص
يقولون إني قد تزوجت تسعة
وإني واريت التراب رفاقي
وما أنا «عزريل» وليس بمالهم
تزوجت، لكن كان ذاك بمالي
وتلك فداديني الثلاثون كلما
تولى رجال جئنني برجال
فما أكثر عشاقي
وما أكثر خطابي!
ولولا المال ما جاءوا
أذلاء إلى بابي
صفحه نامشخص
لست ما عشت ناسيه
لست أسلو حياتيه
أول البخت «مصطفى» «مصطفى» كان ساريه
حين يمشي تظنه
نخلة «المرج» ماشيه
رحمة الله عليه
لم يكن يطلب مالي
تلك «أبعاديتي»
وهي جنون للرجال
لم تكن تخطر في العا
صفحه نامشخص
م له يوما ببال
لم يكن يعنيه من ذا
ك سوى قبض الإجاره
جعل الله تعالى
جنة الخلد قراره
مات فكدت أموت حزنا
وكان عمري عشرين عاما
ثم تزوجت بعد خمس
من ذا يرى فعلتي حراما؟!
زينب :
صفحه نامشخص
أجل، تعيشين وتدفنينا
حتى تصيبي منهم البنينا
الست هدى :
وزوجي الثاني «علي»
ولم يكن يصلح لي
يا ليتني لم أقبل!
ذاك لمالي اختارني
واخترته لماله
ما كان إلا مفلسا
وقعت في حباله
صفحه نامشخص
يرحمه الله، وكان ذا بخر
وكان إن يقعد وإن يقم نخر
وإن مشى تخرج أصوات أخر
يرحمه الله لقد عشنا معا
من السنين الصاخبات أربعا
ثم مضى لربه لا رجعا
رحمة الله عليه
جن بالنسل جنونا
ثم لما مات ما
خلف لي إلا ديونا
صفحه نامشخص
ومات لم تبكه عيوني
وكان عمري عشرين عاما
ثم تزوجت سواه
من ذا يرى فعلتي حراما؟!
زينب :
أجل، تعيشين وتدفنينا
حتى تصيبي منهم البنينا
الست هدى :
ولست أنسى زوجي الرابعا
لا نافعا كان ولا شافعا
صفحه نامشخص
قالوا أديب لم يروا مثله
ولقبوه الكاتب البارعا
قد زينوه لي، فاخترته
ما اخترت إلا عاطلا ضائعا
رائح أكثر الزما
ن على الصحف مغتدي
يكتب اليوم في «اللوا»
وغدا في «المؤيد»
ليله أو نهاره
فارغ الجيب واليد
صفحه نامشخص
ويعجبني عند المباهاة قوله
بنيت فلانا أو هدمت فلانا
وقد يصبح المبني أوضع منزلا
وقد يصبح المهدوم أرفع شانا
رحمة الله عليه
كان لا يحقر مالا
كان إن أفلس لا
يسألني إلا ريالا
ثم تزوجت بيوزباشي «قمر»
نهى كما شاء هواه وأمر
صفحه نامشخص
لقد وددت أنه زوج العمر
لا عفا الله عنه، لا غفر الله
له، لا ارتقى لرتبة «صاغ»
لا عفا الله عنه، قد كان لصا
لم يردني لكن أراد «مصاغي»
وطالما زين لي أنني
أبيع أو أرهن أطياني
من أجل «يوزباشي»؟ لقد ضل، لا
لا أشتري جيشا بفدان
لحاه الله كان منى فؤادي
صفحه نامشخص
وفاكهتي وريحاني وراحي
وكنت أحبه ويحب طيني
ويحلم بالقلادة والوشاح
وكان مقامرا شريب خمر
يجيء البيت في ضوء الصباح
يكاد إذا تورط في قمار
يقامر بالنجوم وبالسلاح
عشنا ثلاثا ثم افترقنا
وكان عمري عشرين عاما
طلقني فالتمست زوجا
صفحه نامشخص
من ذا يرى فعلتي حراما؟!
زينب :
أجل، تعيشين وتدفنينا
حتى تصيبي منهم البنينا
الست هدى :
وعشت عامين دون زوج
ثم تزوجت بالموظف
لم أنسه منذ مات يوما
ما كان أبهى! ما كان أظرف!
كان خفيفا وكان حلوا
صفحه نامشخص
ومن نسيم الربيع ألطف!
ما كنت أدري إذ تولى
أجيبه أم قفاه أنظف!
يرحمه الله مات ما وجدوا
في جيبه غير قطعتي ذهب!
وسبحة من خزانتي سرقت
كانت على الرف من وفاة أبي
وسعت في دفنه ومأتمه
ولم أضيق عليه في رجب
رحمة الله عليه
صفحه نامشخص