أنتظر قطارا.
داونا ماري-لو باربارا جواني.
كان الدخول إلى هذا المكان الواسع المظلم الفارغ أمرا يبعث على الشعور بالإثارة، لا سيما مع الضوضاء العالية لصوت تكسير الزجاج وصدى صوتهم أسفل السطح. قلبوا زجاجات البيرة القديمة على أفواهها، وهو ما ذكرهم بأنهم يعانون من الجوع والعطش، فقاموا بتطهير مكان في وسط الأرض وجلسوا وراحوا يأكلون وجبة الغداء. شربوا الكولا كما هي فاترة؛ أكلوا كل ما معهم ولعقوا بقايا زبدة الفول السوداني والمربى من على الورق الذي لفت فيه الشطائر.
لعبوا لعبة الجرأة أو الصراحة. «أتحداك أن تكتب على الحائط: أنا غبي أحمق، وتوقع باسمك.» «قل الحقيقة، ما أسوأ كذبة نسجتها في حياتك؟» «هل بللت فراشك من قبل؟» «هل سبق لك أن حلمت بأنك تسير بقارعة الطريق عاريا؟» «أتحداك أن تخرج وتتبول على إشارة السكة الحديدية.»
فرانك هو من كان عليه أن يفعل ذلك. لم يستطيعوا رؤيته ولا حتى رؤية ظهره لكنهم تيقنوا من أنه فعلها؛ فقد سمعوا صوت بوله. جلسوا جميعا يخيم عليهم الصمت تعلو وجوههم الحيرة وغير قادرين على التفكير في التحدي التالي.
فقال لهم فرانك من عند المدخل: «أتحداكم جميعا، أتحداكم ... جميعا.» «فيم؟» «أن تخلعوا ملابسكم.»
صرخت إيفا وكارول. «كل من لا يفعل ذلك عليه أن يمشي، بل ويزحف على الأرض على يديه ورجليه.»
خيم الصمت عليهم جميعا، حتى قالت له إيفا بنبرة تنم عن الرضا تقريبا: «ما الذي نخلعه أولا؟» «الأحذية والجوارب.» «إذن، يتعين علينا الخروج أولا؛ فهناك الكثير من الزجاج هنا.»
خلعوا أحذيتهم وجواربهم في المدخل في ضوء الشمس المبهر الذي أصابهم بالعمى المؤقت. كان الحقل أمامهم براقا كالماء تماما، فأخذوا يركضون على الممرات عبره.
قالت كارول: «هذا يكفي، هذا يكفي! احذروا الأشواك!» «قمصانكم! اخلعوا قمصانكم جميعا!» «لن أفعل، نحن لن نفعلها، أليس كذلك يا إيفا؟»
صفحه نامشخص