. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
= غناهم، مع حرصهم على الخير والبذل في أخبار صحيحة تكاد أن تكون هي للخيال أقرب منها للحقيقة، وهي تجسد ما أراده المصّنف على وجه جليٍّ جدًّا:
أخرج الدينوري في «المجالسة» (رقم ٢٢٠٠- بتحقيقي) -ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (١٨/٤٢٨- ط. دار الفكر) -، وابن أبي الدنيا في «إصلاح المال» (رقم ٤١٨) بسندٍ صحيح عن عروة بن الزبير: أن الزبير بن العوام ترك من العروض قيمة خمسين ألف ألف درهم، [ومن العين خسمين ألف ألف دينار] .
وأخرجه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (٣/١١٠) -ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (١٨/٤٢٨-ط. دار الفكر) - من طريق آخر عن هشام، به، بلفظ: «كانت قيمة ماترك الزبير إحدى وخمسين أو اثنين وخمسين ألف ألف» .
وأخرج البخاري في «صحيحه» في كتاب فرض الخمس (باب بركة الغازي في ماله حيًا وميتًا مع النبي ﷺ وولاة الأمر) (رقم ٣١٢٩): حدثني إسحاق بن إبراهيم؛ قال: «قلت لأبي أسامة: أحدثكم هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير ...»، وذكر خبرًا طويلًا فيه: «فقُتِل ﵁ ولم يدع دينارًا ولا دِرهمًا، إلا أرضين منها الغابة، وإحدىعشرة دارًا بالمدينة، ودارَين بالبصرة، ودارًا بالكوفة، ودارًا بمصر» .
قال: «وإنما كان دينه الذي عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال، فيستودعه إياه، فيقول الزبير: لا، ولكنه سلف؛ فإني أخشىعليه الضيعة، وما ولي إمارة قط ولا جباية خراج ولا شيئًا إلا أن يكون في غزوة مع النبي ﷺ أو مع أبي بكر وعمر وعثمان ﵃.
قال عبد الله بن الزبير: فحسبتُ ما عليه من الدين؛ فوجدته ألفي ألف ومئتي ألف. قال: فلقي حكيم بن حزام عبد الله بن الزبير، فقال: يا ابن أخي! كم على أخي من الدين؟ فكتمه، فقال: مئة ألف. فقال حكيم: والله ما أرى أموالكم تسع لهذه. فقال له عبد الله: أرأيتك إن كانت ألفي ألف ومئتي ألف؟ قال: ما أراكم تطيقون هذا؛ فإن عجزتم عن شيء منه فاستعينوا بي. قال: وكان الزبير اشترى الغابة بسبعين ومئة ألف، فباعها عبد الله بألف ألف وست مئة ألف. ثم قام فقال: من كان له على الزبير حق فليوافنا بالغابة. فأتاه عبد الله بن جعفر -وكان له على الزبير أربع مئة ألف-، فقال لعبد الله: إن شئتم تركتها لكم. قال عبد الله: لا. قال: فإن شئتم جعلتموها فيما تؤخِّرون إن أخَّرتم. فقال عبد الله: لا. قال: فاقطعوا لي قطعة. قال عبد الله: لك من ها هنا إلى ها هنا. قال: فباع منها فقضى دينه فأوفاه. وبقي منها أربعة أسهم ونصف، فقدم على معاوية -وعنده عمرو بن عثمان، والمنذر بن الزبير، وابن زمعة-، فقال له معاوية: كم قوِّمت الغابة؟ قال: كل سهم مئة ألف. قال: كم بقي؟ قال: أربعة أسهم =
1 / 90