«ومنه: ما كتب به على أول شيء خرّجتُه في ابتداء الطلب:
وقفتُ على هذا التخريج الفائق، وعرفتُ مَنَّ الله على عباده، بأن أَلحق الأخيرَ بالسابق، ولولا ما أفرط منه من الإطراء فيَّ، لما عاقني عن الثناء عليه عائق، واللهَ المسؤول، أن يعينه على الوصول إلى الحصول، حتى يتعجّب السابقُ من اللاحق» .
وقال فيه (٣/١١٤٦) وهو يعدِّد تلاميذه -وذكر نفسه-: «لازمه بأخَرة أشدَّ ملازمة، حتى حمل عنه ما لم يُشاركه فيه غيره من الموجودين، وأقبل الشيخ عليه -بحمد الله- بكلِّيته حتى صار يُرسل إليه قاصِدَه، يُعْلمه بوقت ظهوره من بيته؛ ليقرأ عليه، وسمع من لفظه أشياء، وحمل عنه أكثر تصانيفه، وأذن له في الإقراء ...» .
وقد اختصَّ السَّخاوي بشيخه الحافظ ابن حجر أبلغ اختصاص، حتى إن أحد تلاميذه كان يمدحه بتسميته «ابن حجر» (١) .
كما أنا لا نكاد نجد مصنَّفًا من مصنفات السَّخاوي، صغيرًا أو كبيرًا، إلا وينقل فيه من تحريرات وتحقيقات شيخه الحافظ ابن حجر، مما يدلّ على شدَّة اعتنائه بها، واستحضاره لما فيها.
• مدحه، والثناء عليه:
قال الشوكاني في «البدر الطالع» (٢/١٨٥):
«... وبالجملة فهو من الأئمة الكبار، حتى قال تلميذه جار الله ابن فهد: والله العظيم لم أَرَ في الحفّاظ المتأخرين مثله، يعلم ذلك كل من اطلع على مؤلفاته، أو شاهده، وهو عارف بفنه، منصف في تراجمه.
ورحم الله جدّي؛ حيث قال في ترجمته:
_________
(١) «الضوء اللامع» (٧/٢٧٠) .
1 / 44