التحق بالمكتب صغيرًا عند المؤدّب الشريف: عيسى بن أحمد المقسي، فأقام عنده يسيرًا، ثم تفقه على زوج أخته الفقيه الصالح البدر: حسين بن أحمد الأزهري، فقرأ عنده القرآن، وصلى به للناس التراويح في رمضان، على عادتهم في ذلك إذا أكمل الطالب حفظ القرآن الكريم.
ثم توجّه به أبوه للفقيه المجاور لسكنه الشيخ المفيد: محمد بن أحمد النحريري الضرير.
ثم توجه إلى الفقيه: محمد بن عمر الطباخ، وحفظ عنده بعض «عمدة الأحكام» .
ثم انتقل للعلامة الشهاب ابن أسد، فأكمل عنده حفظها، وحفظ «التنبيه»، و«المنهاج»، و«ألفية ابن مالك»، و«النخبة»، وتلا عليه لأبي عمرو، ثم لابن كثير، وسمع عليه غيرهما من الروايات إفرادًا وجمعًا، وتدرَّب به في المطالعة والقراءة، وصار يشارك غالب من يتردَّد إليه، للتفهُّم في الفقه، والعربية، والقراءات، وغيرها.
ونستطيع أن نتبيّن بعض ملامح نشأة السَّخاوي العلمية، وكونه من عائلة ذات اهتمامات علمية، من خلال الوقوف على ترجمة جده محمد بن أبي بكر ابن عثمان (والد أبيه) - «الضوء اللامع» (٧/١٧٥- ١٧٧)، وجده الآخر - «الضوء» (٤/١٢٤- ١٢٥)، وأبيه - «الضوء» (٧/٢٠٥)، وشقيقه أبي بكر بن عبد الرحمن - «الضوء» (١١/٤٤-٤٦)، وعمه أبي بكر بن محمد - «الضوء» (١١/٧٣)، وأولاد أخيه -محمد بن عبد القادر (٨/٦٧)، ومحمد عز الدين أبي اليمن بن أبي بكر (٧/١٧١)، وزين العابدين محمد بن أبي بكر (١١/١٧٢-١٧٣) -، وابنه أحمد (٢/ ١٢٠)، وعنايته المبكرة به علميًّا.
• رحلاته، وشيوخه، وتلاميذه، وعلمه:
جاب السَّخاوي البلادَ وجالَ، وجدّ في الرحلة والطلب، وارتحل إلى
1 / 38