============================================================
الله عليه واله وسلم] : "سترؤن ربكم كما ترؤن القمر ليلة البذر"(1) ولو دخل الملك والجسمانية في هذه العالم [ لاحترقا) كما قال الله تعالى في الحديث القدسي : "لو كشفت سبحات وجهي جلالي لاخترق كل ما مد بصري "(2) وكما قال جبرائيل عليه السلام : (لو دنوت اثملة لاحترقت)(2).
وهذا الكتاب على أربعة وعشرين فصلا بعدد حروف كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، وبعدد ساعات الليل والنهار، لان ساعاتهما أربع وعشرون ساعة.
(1) أخرج البخارى في "صحيحه، كتاب مواقيت الصلاة، باب : فضل صلاة العصر، 529، عن جرير (رضي الله عنه) قال : كنا عند البى ، فنظر إلى القمر ليلة س يعني البدر - فقال : و إنكم سترون رتبكم، كما ترون هذا القمر ، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا" ثم قرأ وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب [سورة ق 49/50).
قال ابن القيم في " الوابل الصيب" ، 103 : فالرب تبارك وتعالى يرى يوم القيامة بالأبصار عيانا، ولكن يستحيل ادراك الأبصار له وإن رأته ، فالادراك أمر وراء الرؤية، وهذه الشمس - ولله المثل الأعلى - نراها وندركها كما هي عليه، ولا قريبا من ذلك . ولذلك قال ابن عباس [ رضي الله عنه ) لمن سأله عن الرؤية وأورد عليه [قوله تعالى] : {.. لا تدركه الأبصار} (سورة الأنعام 103/6) فقال : ألست ترى السماء ؟ قال : بلى، قال : أفتدركها ؟
قال : لا ، قال : فالله تعالى أعظم وأجل .
(2) أخرج مسلم في " صحيحه" ، كتاب الإيمان ، باب : قوله : " إن الله لاينام ، 293 ، عن أبي موسى (الأشعري رضي الله عنه] قال : قام فينا رسول الله ل بخمس كلمات فقال : " إن الله عز وجل لاينام ولا يتبفي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل. حجابه النور- وفي رواية " النار" - لو كشفه لأحرقت مبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه * . قال النووى في شرح يح مسلم4، ج14/2: معنى سبحات وجهه: : نوره وجلاله ويهاؤه، وأما الحجاب فأصله في اللغة المنع والستر، وحقيقة الحجاب إنما تكون للأجسام المحدودة، والله تعالى منزه عن الجسم والحد . والمراد هنا المانع من رؤيته ، وسمي ذلك المانع نورا أو نارا لأنهما يمنعان من الادراك في العادة لشعاعهما والمراد ب وجهه" الذات . والمراد به ما انتهى إليه بصره من خلقه " جميع المخلوقات لأن بصره مبحانه وتعال محيط بجميع الكائنات، ولفظة " من " لبيان الحنس لا للتبعيض، والتقدير لو أزال المانع من رؤيته وهو الحجاب المستى نورا أو نارا وتجلى لخلقه لأحرق جلال ذاته جميع مخلوقاته . والله أعلم (3) الاسرا إلى مقام الأسرى (ككاب المعراج): لابن عرف، 239
صفحه ۵۱