« (وبين فجوات تلك الفروج زجل المسبحين منهم في حظائر القدس ، وسترات الحجب ، وسرادقات المجد ، ووراء ذلك الرجيج الذي تستك منه الاسماع سبحات نور تردع الابصار عن بلوغها ، فتقف خاسئة على حدودها ...) إلى أن قال : (جعلهم الله فيما هنالك أهل الامانة على وحيه ، وحملهم إلى المرسلين ودائع أمره ونهيه وعصمهم من ريب الشبهات ) » (1).
(28)
تلقي الانبياء (عليهم السلام)
يتلقى الانبياء والرسل (ع) ما يريد الله سبحانه أن يلقيه إليهم من أوامر ومعارف وإرشادات وتشريعات بطرق ووسائل يمكن استقراؤها وحصرها في ما يلي :
أالوحي المباشر ، ويتم بواسطة الكلمة الالهية التي يسمعها النبي صوتا ، ويعيها
معنى ، وليس بينهما أحد ، وتحصل هذه الحالة من الوحي عن طريق إلقاء الكلمة الالهية بلا واسطة ملك، ولا رؤيا في منام، إنما يسمع النبي وهو في وضعه المتهيئ لاستقبال الكلمة الملقاة إليه، كما يسمع الاصوات الاخرى، ولكن عن طريق خلق أصوات ومعان، وعبارات في وعي النبي بصورة تتناسب وطبيعته الانسانية ، وتتفق مع استعداده الذاتي .
وقد تحدث الامام جعفر الصادق (ع) عن هذه الكيفية العليا من كيفيات الوحي فقال :
« كان رسول الله إذا أتاه الوحي من الله وبينهما جبرئيل (ع) يقول: (هو ذا جبرئيل، وقال لي جبرئيل) ، وإذا أتاه الوحي وليس بينهما جبرئيل تصيبه تلك السبتة (*) ويغشاه منه ما يغشاه لثقل الوحي عليه من الله عز وجل » (2).
ب الوحي بواسطة تكليم الملك جبرئيل (ع) للنبي واستماعه إلى ذلك كما يستمع لاي من الاصوات البشرية المعتادة ، قال تعالى :
صفحه ۳۸