كان الرسول (ص) يبعث ببعض أصحابه للدعوة والتبليغ والقضاء؛ فيوسع دائرة النشر لما يصدر عنه ، ويعمم تبليغه . كما كان يحث الناس على نشر وتبليغ ما يصدر عنه (ص) من أقوال وممارسات .
وقد روي عنه قوله (ص) يوم حجة الوداع :
(2)
« نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها من لم يسمعها ، فرب حامل فقه غير فقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه »(1).
ثم إن المسلمين شعروا بالحاجة إلى الكتابة ، وتدوين حديث رسول الله وسيرته المباركة بعد وفاته ، إلا أنهم واجهوا رفضا من الخليفة الثاني عمر بن الخطاب كما صرح بذلك ابن سعد في كتاب الطبقات . غير أن الرواة والمؤرخين يذكرون أن أول من دون في الاسلام وسمح به بعد عصر النبوة هو الامام علي بن أبي طالب ، وولده الحسن (ع) .
وقد كثر الكذب والدس على رسول الله (ص) ، فتسرب التحريف إلى السنة النبوية، وزور كثير من وقائع التاريخ وأحداثه، بسبب الصراعات السياسية والنزاعات الفكرية ، وظهور الزنادقة والمندسين والوضاع والكذابين ، وتسرب الاسرائيليات وأمثال ذلك، لذا فإن معرفة الحقيقة التاريخية والسنة النبوية صارت أمرا يحتاج إلى بحث وتحقيق ، وتحر علمي دقيق ، وموضوعية أمينة من الباحث والمحقق .
وواضح لدينا كم هو مهم وخطير الحصول على السيرة والسنة النبوية بكمالها
وصحتها ، ذلك لان السنة النبوية تشكل المصدر الثاني للفكر والتشريع الاسلامي بعد كتاب الله سبحانه ، وهي الدليل الهادي للامة ولمسيرتها في الحياة .
صفحه ۲