سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
ژانرها
غمغم ملك بعلبك متحسسا جبهته كمن يمنع نفسه من الإغفاء، بعد طول عناء: النيل.
قاربه الملك ذو اليزن في مودة وهو يأخذ بيده ليعتلي عرشه إلى جانبه: منابع النيل.
وما إن دارت أقداح القهوة العربية، حتى استجمع ملك بعلبك كامل توهجه، وكان ضخم البنيان، كث الشوارب والحاجبين، محبا للحياة ومباهجها، وبدا للحظة مفتونا من مشهد الملك التبع ذو اليزن وصفاء ذهنه وما يشغله من موضوع، هو في الحقيقة قوام كل حياة في الوجود من سلم وحرب وسياسة. - الماء ومصادره.
اندفع من فوره محييا ذو اليزن. - يا له من موضوع يليق بالملك.
وامتد الحديث بينهما عذبا يفيض صفاء وتدفقا حول عالم البحار والأنهار وأسراره التي سيظل موضوعها يشغل كل بال.
إلى أن تفهم ملك بعلبك، حسن غاية التبع، فعرج بالحديث مستوضحا هدفه من النزول على تخوم بعلبك، فأخبره الملك ذو اليزن مازحا بصوته العميق الذي يشيع كل طمأنينة في آذان سامعيه: لم لا يعرف كل منا صاحبه؟
ثم أعاد ذو اليزن طمأنة الملك بعلبك قائلا له: ولعلك الآن تعرفت علينا وأدركت حقيقة نوايانا.
هنا فهم ملك بعلبك غرض التبع ومرماه، وكيف أنه الآن - أي ملك بعلبك - على معرفة بحجم جيش التبع وعتاده.
فبادره ملك بعلبك ممتنا مرحبا: هذا مطلب يشرفنا حقا أيها الملك الحكيم التبع.
قال ذو اليزن: «مرادي أن أنظر عسكرك.» - هذا شرف كبير لنا حقا.
صفحه نامشخص