سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا

شوقی عبد الحکیم d. 1423 AH
130

سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا

سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا

ژانرها

إلا أن الوزير «يثرب» آثر الاكتفاء هذه المرة بما تحقق من انتصار، تخوفا مما هي عليه من حمل، وقبل أن تودي الحرب وعنفوانها بما في بطنها، وتخوفا بالطبع على حياة التبع المريض المتردية. - ففي هذا الكفاية للأحباش وملكهم.

وكان حقا ما نطق به الوزير «يثرب»، ذلك أن سيف أرعد ما إن وصلته الأخبار بعدم صحة موت التبع ذو اليزن، وخروجه لإفناء جيشه وضراوة المعارك التي قاربت حدود بلاده ذاتها، حتى تولاه الجنون، فمضى يصرخ من أعماقه، لوزيره سقرديون وبقية وزرائه ومستشاريه وحلفائه على طول غرب وجنوب أفريقيا، غير مصدق ما يحدث ويجري ويقع من هزائم واندحارات.

وكالعادة صب سيف أرعد، حمم غضبه وسبابه على رأس وزيره - الشرير - سقرديون ومشورته. - الحقوا، مات التبع اليمني، يا للأكاذيب!

أعاد صراخه وثورته في وجه سقرديون: ها هو التبع اليمني يدق الأبواب أبوابنا ذاتها، مخادعنا، إثيوبيا يا سقرديون!

واجهه محتدا: على هذا النحو يصل خداعك حتى لي أنا، كأنك إنما تود إفناء جيشي وتودي بعرش آبائي وأجدادي ذاتهم المنحدرين من صلب يهوذا.

واصل تحديه على مرأى من الجميع. - اخرج إليه، اخرج لمواجهته يا سقرديون العجوز، اخرج إذن لملاقاة ذو اليزن، اخرج!

ومن جانبه حاول الوزير العاقل - الحجازي المولد - المدعو «أبو الريف»، التدخل لتهدئة ثائرة الملك «سيف أرعد» قائلا: من المفيد في مثل هذه المواقف العسيرة ضبط النفس، والأكثر إفادة هو الاستفادة من أخطائنا؛ فالكذب لا قوام له.

وناشد وزير الميمنة «أبو الريف» الملك وجميع حلفائه التروي وضبط النفس، بدلا من الافتراء والكذب والعدوان.

ثم مضى فطمأن الجميع بعودة الجيش العربي إلى العاصمة - أحمرا - بحسب ما تلقاه من تقارير رجاله الأخيرة.

ولم يكن الوزير أبو الريف كاذبا فيما ادعاه ودفع به إلى «سيف أرعد» في محاولة لإعادة الاطمئنان إلى الجميع.

صفحه نامشخص