فَقَالَ يَا أَبَا يُوسُف يَكْفِي الله
فَغَضب يَعْقُوب فَالْتَفت إِلَيّ فَقَالَ مَا رَأَيْت اعْجَبْ مِمَّا نَحن فِيهِ أسأله أَن يُطلق لي كلمة اخبر أَمِير الْمُؤمنِينَ فَلَا يفعل
قَالَ أَبُو الْفضل وَقصر أبي الصَّلَاة فِي خُرُوجه إِلَى الْعَسْكَر وَقَالَ تقصر الصَّلَاة فِي أَرْبَعَة برد وَهِي سِتَّة عشر فرسخا فَصليت يَوْمًا بِهِ الْعَصْر فَقَالَ لي طولت بِنَا الْعَصْر تقْرَأ فِي الرَّكْعَة مِقْدَار خَمْسَة عشرَة آيَة وَكنت اصلي بِهِ فِي الْعَسْكَر
قَالَ أَبُو الْفضل فَلَمَّا صرنا بَين الحائطين قَالَ لنا يَعْقُوب أقِيمُوا ثمَّ وَجه إِلَى المتَوَكل بِمَا عمل فَدَخَلْنَا الْعَسْكَر وَأبي منكس الرَّأْس وَرَأسه مغطى فَقَالَ لَهُ يَعْقُوب اكشف رَأسك يَا أَبَا عبد الله فكشفه ثمَّ جَاءَ وصيف يُرِيد الدَّار فَلَمَّا نظر إِلَى النَّاس وجمعهم قَالَ مَا هَؤُلَاءِ - قَالُوا احْمَد بن حَنْبَل
فَوجه إِلَيْهِ بعد مَا جَازَ بِيَحْيَى بن هرثمة فَقَالَ يُقْرِئك الْأَمِير يُقْرِئك السَّلَام وَيَقُول الْحَمد لله الَّذِي لم يشمت بك أهل الْبدع قد علمت مَا كَانَ من حَال ابْن أبي دؤاد فَيَنْبَغِي أَن تَتَكَلَّم بِمَا يجب لله وَمضى يحيى
1 / 99