سیرت امام علی (ع)

احمد بکری d. 891 AH
52

ولم ننجده بأنفسنا وأي عذر لنا عند الله فاجمعوا امركم واحملوا بأجمعكم فعسى ان نخلص سيدنا وأميرنا وانه قد وقع بين حجرين دامغين ولا خلاص له من بينهما الا ان يشاء الله وقد رام كل فريق ان يحمل على صاحبه وقد زاد القلق واشتد الأرق وازرت الحدق وإذا بصرخة عالية وذا بالامام قد خرج من المعركة وهو يقول فتح ونصر وخذل من كفر هذا وناقد في يده كالحمام في مخالب الباز ونظروا وإذا بفارس هارب من تحت العجاج فتأملوه فإذا هو الخطاف واما ناقد فصار مثل العصفور في يد الباشق فسلمه الامام لا صحابه وقال يا معشر الناس ان القوم قد خمدت جمرتهم فاحملوا عليهم بارك الله فيكم وعليكم فقالوا يا أميرنا الليل قد اقبل والنهار قد ادبر فقال لهم الامام أضرموا النيران فإنها ليلة كثيرة الأهوال والله أعلم بالمآل (قال الراوي) فعلوا ذلك وأقبلوا على السهر والرصد وهم جلوس قابضون على أسلحتهم وتولى الامام حرس المسلمين إلى أن أصبح الصباح واما المشركين فهربوا مع الخطاف إلى الحصن فقال عسكر ناقد يا خطاف تمضي إلى حصنك وتخلي ابن سيدنا في الأسر اما وحق المنيع فلا نسلمه لعلي الا ان قتلن عن آخرنا ولا لأي شئ خرجت معنا وقد رميت سيدنا ورجعت وأنت سالم فقال الخطاف يا ويلكم لقد قاتلت ومانعت عن نفسي وسعيت في خلا صه فما استطعت ولو أن لعلي كفء لما خلصت من يديه فقالوا له امض إلى حصنك ونحن إذا أصبح الصباح سعينا في خلاصه واما الامام فإنه لما طلع الفجر اذن وصلى بأصحابه صلاة الصبح ثم اقبل يحرض الناس على القتال ويقول معاشر الناس اعلموا انكم في غمرة ساهون وكنتم تعبدون الأوثان فأنقذكم الله وأسعدكم بفعلكم وهذا عدوكم بإزائكم ثم إن الامام دعا بناقد وقال له يا ناقد لقد نفذ فيكم القضاء وقيدك رب السماء وأنت في امل فهل لك ان تبقي عليك قبل ان تسكن برمسك قال يا ابن أبي طالب أتنجي منك ناج بعد أن كان بيني وبينك من الوحشة والبغضاء والعداوة قال الامام يا ناقد إذا كان قلبي مبغضا على كافر واسلم وأقر بالوحدانية لله ولمحمد رسوله بالرسالة بدلت البغضاء بالمحبة وانقلبت الوحشة بالمودة فإذا قررت بهما بطيب عيشك

صفحه ۵۲