ولما دنا السلطان من القلعة وجد أن جيش الروملي قد خيم على ربوة تسمى باشا تبة سي (ربوة الباشا)، وجيش الأناضول على نهر درنة، فاستحسن موقعيهما حتى إنه شبه أحدهما بوكن الشواهين.
ورأى أن أعمال داود باشا لا تفي بالغرض المطلوب، فقسم الجيش الذي أتى به هو إلى الجهات الموافقة، وقطع خط الاتصال بين قلعة العدو والماء بواسطة السفن التي أقامها هناك، وبنى جسرا على النهر محصنا من طرفيه ليؤمن معه مرور جنده وعبوره. وكان الجيش قد تمكن من وضع مدفعين قبالة أحد الأبراج، يرمي الأول قذيفة تزن أربعة قناطير، والثاني ثلاثة قناطير، وكلاهما لا يرمي أكثر من سبع أو ثماني مرات في اليوم. وكانت القلعة محاطة بوعور وهضبات، فلم يفلح الفاتح في رفع المدافع التي أحضرها معه ووضعها في النقاط الحاكمة، ولكنه لم يعدم وسيلة وهو على ما هو عليه من الذكاء النادر المثال، فأنشأ في تسعة أماكن تشرف على القلعة مسابك خاصة لسبك المدافع، فعملت له هذه المسابك تسعة مدافع من طراز هاون بالعيار الآتي:
عدد
وزن القذيفة قنطار
1
4
2
6
1
6 ونصف
صفحه نامشخص