وعلم الحساب وكل علم ظهير
وأعلمك علم الصباغات كلها
تصبغ لروحك ما تريد يا أمير
ويحدث أن يهاجم الهلاليون بلاد الزحلان، فيتصدى لهم بركات ويأخذ والده أسيرا، ويعترف له الهلاليون بشجاعته، ويطلقون عليه اسم «سلامة» ويعجب به الزحلان، فيزوجه بابنته «غصن البان» وتعلو مكانة «سلامة» في أعين الهلاليين الذين رأوا كيف أن مهابته وذكاءه ومهارته آخذة في الزيادة؛ لذلك تعارفوا عليه باسم «أبي زيد الهلالي سلامة»، وبعد أن تفرغ السيرة من سرد حروب الهلاليين مع الزحلان أو قبائل بني زحلان تنتقل إلى جيل سرحان، وتحدثنا عن خبر تعرفه بشما، ووقوعهما في أسر الإفرنج ونجاتهما بحيلة، من تلك الحيل التي اشتهر بها الهلالية، خاصة أبا زيد.
وشما أو شماء هنا في موقع الكاهنة أو الإلهة الأنثى القمرية، أو التي تتبع التقويم القمري، وتقود المهاجرين مشيرة بالحرب والسلم والمشورة، كما هو حال أولئك العرب الجاهليين، وتقويمهم القمري وليس الشمسي، وهو ما واصل تواتره كما هو معروف بالنسبة للتقويم الهجري القمري السائد إلى أيامنا.
فالسيرة الهلالية تفرط إلى أقصى حد بالنسبة لظاهرة شخصياتها الأنثوية، ومثل تلك الأميرة الكاهنة شماء:
انظر لشامتها
هذي علامتها
انظر لقامتها
شبه الردينية
صفحه نامشخص