وتعطيني تونس وكل جدادها
ما أرد أخون العيش يا أبو سعيد
أخاف ترخص عندنا أسعارها
أولا أكون الخفاجي عامر
في جاه صغارها وكبارها
أصبح هزيل في هلال ممسخ
ويكشفون عروضها وصخورها
لكن اليوم جيت إلى حربك
لا بد أسقيك كأس مرارها» «فلما فرغ من كلامه التقوا الفارسين في حرب وصدام، وساروا في حرب شديد يفتك زرد الحديد، فانفك عزم الزناتي من شدة حربه، فولى هارب وللنجاة طالب، وحكم ضربه نحو جناين الورد، وكان الخطيب كان من بين السجايا وماسك الرمح بيده، وإذا بالزناتي والخفاجي لاحقه، فطلع الخطيب طعن الخفاجي بين كتفيه، خرج يلمع من لوحيه، فرماه قتيل، وفي دمه جديل، فغار الفريقين والتحموا الطائفتين، وصاح على رءوسهم غراب بالرمح أصاب الجواد ورماه على الأرض، فرد الزناتي إليه، وخلصه من بين يديه، وركب الجواد، ولا زال بينهم القتال حتى ولى النهار، فانفصلوا عن القتال، وامتلأت الأرض من القتلى، وأخذ الظريف خفاجي عامر إلى بيته ومدده، فأشاد يقول:
قالت دوابة دموع من مآقيها
صفحه نامشخص