يردون من باب الصوالجة ويصدرون من باب السباع ونى على باب السباع مجلسا يشرف منه ليلة العيد على القطائع ، فيرى ضطراب الغلمان في تأهبهم ، وتصرفهم في حوائجهم ، على مقدار كل واحد منهم ، فايذا شاهد من واحد منهم يسيرا من الاختلال ، آمر لها في الوقت بما يتسع به ، ويزيد في جماله . وكان يشرف منه أيضا عل البحر ، وعلى باب المدينة وما والاهما ، وكان متنزها حسنا.
وكان يصلى الجمعة في المسجد القديم الملاصق للشرطة، فلما ضاق عنه بنى الجامعة الجديد، بما آفماء الله عليه من المال الذي وجده فوق الجبل في الموضع المعروف بتنور فرعون ، ومنه بنى العين المعروفة بعين ابي ابن . خليد . وتولى بناء العين والجامع رجل نصراني حاذق بالهندسة . ونحن ناتي بخبره إن شاء الله .
والسعت احواله بعد فراغه من بناء الجامع ، وكثرت اصظبلاته لكثرة كراعه ، وعظم صوته ، فلما بلغ ماجور خبره خافه وهابه و كتب إلى الحضرة يقول : " آما بعدفا إنه قد اجتمع لا حمد بن طولون اكثر مما كان يجتمع لا حمد بن عيسى بن شيخ ، والخوف منه أكثر إذ كان فيه من النضل ما ليس في أحمد بن شيخ") وكتب ايضا أحمد ابن مدير وشقير الخادم صاحب البريد بمثل ذلك ، فكتب الخليفة] إلى أحمد بن طولون : " آما بعد فاينا رآينا آن نرد إليك آمر دارنا بالحضرة ، وتدبير مملكتنا ، فايذا قرأت كتابنا هذا فاستخلف على
صفحه نامشخص