فلما تمت البيعة للمعتز ، وخلع المستعين ، أنفذ إليه أهله وولده فأقام بواسط مدة ، واجتمع غلمان المتوكل ، وقالوا نخاف من كيد يلحق المعتز من المستعين ، فصاروا إلى قبيحة أمه ، فعرفوها ذلك وخوفوها منه ، وقوي الخوف في نفسها فاضطربت له ، فعزمت على قتله، فحضرالأولياء وتشاوروا في ذلك فأشاروا به ، فكتبت قبيحة أم المعتز إلى آحمد بن طولون : " إذا قرآت كتابي فجئني برأس المستعين ، وقد قلدتك واسط" . فلما وصل الكتاب إليه اغتم غما عظيما ، وكتب إليها يقول :""والله لا يراني الله عز وجل أقتل خليفة له في رقبتي بيعة وأيمان مغلظة أبدا ".
فلما ورد كتابه بذلك زاد به في قلوب الأتراك محلا كبير ووسموه بحسن التوقف وجميل المذهب ، وأحسن أحمد بن طولون في ذلك وأجمل رحمه الله . كما أمر الحجاج بن يوسف رجلا من التابعين بقتل رجل اتهم بما آراد قتله بسببه فامتنع وقال على سلطان آخر من قريش معاذ الله من جهل وطيش ما فضلى هناك على قميش ولست بقاتل رجلا يصلي له سلطانه وعلاي إذا طاوعته وعصيت ربي وكان قميش هذا رجلا خليعا ماجنا ماردا
صفحه نامشخص