(فصل)
وأما المنامات الصادقة فقد ذكر من ذلك ما تضيق به الأوراق إلا أنا اخترنا من ذلك ما رواه أهل البيانات المشهور منهم ليستظهر به في فضائله، وكراماته، وإن كان ما شاهده الناس في اليقظة كاف، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعتبرالمنامات، وكذلك الصحابة رضي الله عنهم، وقد كان الأكثر من أئمة أهل البيت عليهم السلام يذكرون في المنامات الصادقة في فضائلهم، ويعلقونها في سيرهم، ونحن نذكر مقدمة في تقسيم المنامات فنقول: قد ذكر أهل المعرفة في المنامات[12أ-أ] أقساما، وشرطوا شروطا تعتبر في صدقها قالو: إن من كان معتدل المزاج غير مشغول الفكر مما رآه كمن يموت له ولد وليس سواه فإن فكره متعلق به في النوم واليقظة، وكذلك من كان مزاجه متغيرا وقد غلب عليه أحد الأخلاط كصاحب السوداء يرى الظلم، والأشياء الفاجعة، والصور الوحشية، والروائح المنتنة، ومن غلب عليه البلغم يرى الثلوج، والأمطار، والأندية، وحمل الثقيل، والبرد وما يجري مجرى ذلك، ومن يغلب عليه أمره يرى الصواعق، والبروق، والطيران، والخفة، والطيش، والنيران، وتناول الأشياء المرة، ومن غلب عليه الدم كثيرا ما يرى المناكح، والملاهي، واللعب، والأشياء الناضرة، والخلوق الحسنة، والفرح، والسرور، ونحو ذلك ويعتبرون ذلك بما يظهر في الشجر، والألوان من السواد، والبياض، والصفرة، والحمرة، والوردية، ويعتبرون بالإنسان أول الشبيبة للدم، وأخرى للصفراء والكهولة للسواد، أو آخرالعمر للبلغم، ويقولون: إن من رأى مناما يخالف مزاجه فإنه يعبر ويصدق. والله أعلم.
صفحه ۳۷