( قصة نهوض أمير المؤمنين إلى جهة الظاهر ) قال الراوي: لما جرى في صعدة ونواحيها ما جرى من البلوى رأى أمير المؤمنين أن نهوضه أولى فكتب إلى أخيه الأمير الكبير علم الدين سليمان بن يحيى فأتاه في عسكر، ثم نهض من جبل بني عوير فأمسى في موضع يسمى ضمو وسار طائفة من العسكر إلى قرية عيان لقوم ظهر منهم الفساد على المسلمين فطاروا هربا وأخذ شيء من أموالهم، ثم نهض أمير المؤمنين إلى مدينة حوث فلقيه أهل البلاد يهنونه من كيد العدو ويحمدون الله على ما من به من سلامته وأقبل إليه الأمراء آل يحيى بن حمزة بذيبين بالخيل والرجال، ووصل إليه الأمير الكبير حسام الدين محمد بن فليتة بن سبأ من جهة براقش وأقبل إليه قبائل همدان من البون والظاهر وشظب والأهنوم وتلك النواحي بأموال كثيرة من النذر والبر والحقوق الواجبة والمعادن في سبيل الله من الدراهم والفوط والثياب فأنفقه أمير المؤمنين عليه السلام في سبيل الله على المجاهدين المستحقين إذ كان شنشنته عليه السلام أن لا يدخر مالا ولا يعظم في عينه ولا يرد سائلا، ولما اجتمع من القبائل ما لا يضبطه العدد خرج أمير المؤمنين للناس إلى شرقي مدينة حوث وتحدث معهم حديثا بليغا حمد الله وأثنى عليه وذكرهم بالله تعالى وأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر وأعلن بالشكا مما حدث على الإسلام والمسلمين في صعدة من البلوى والامتحانات من كشف الحرائم وهتك المحارم وارتكاب العظائم وحثهم على الجهاد في سبيل الله والصبر على بلائه فأجابوا بالسمع [105أ-أ] والجهاد بين يديه بالأموال والأرواح وقالوا: نحن لك بين يديك فمرنا بما شئت، فشكر أمير المؤمنين صنيعهم وأثنى عليهم.
صفحه ۳۲۳