253

سراج منیر

السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير

ژانرها

• (أن رجالا يتخوضون) بمعجمتين من الخوض في الماء ثم استعمل في التصرف في الشيء أي يتصرفون (في مال الله) أي الذي جعله لمصالح عباده من نحو فيء وغنيمة (بغير حق) أي بالباطل قال العلقمي وهو أعم من أن يكون بالقسمة وبغيرها وفيه إشعار بأنه لا ينبغي الخوض في مال الله ورسوله والتصرف فيه بمجرد التشهي (فلهم النار يوم القيامة) أي يستحقون دخولها قال المناوي والقصد بالحديث ذم الولاة المتصرفين في بيت المال بغير حق وتوعدهم بالنار (خ) عن خولة الأنصارية (أن روح القدس) أي الروح المقدسة وهو جبريل صلى الله عليه وسلم نفث قال العلقمي بالفاء والمثلثة قال في التقريب نفث ينفث نفثا بصق وقيل بلا ريق والتفل مع الريق أو العكس وهما سواء وقال في المصباح نفث من # فيه نفثا من باب ضرب رمي به ونفث إذا بزق ومنهم من يقول إذا بزق ولا ريق معه انتهى وقال المناوي النفث اصطلاحا عبارة عن القاء العلوم الوهبية والعطايا الإلهية في روع من استعدلها (في روعي) بضم الراء أي ألقى الوحي في خلدي وبالي أوفى نفسي أو قلبي أو عقلي من غير أن أسمعه ولا أراه (أن نفسا) بفتح الهمزة (لن تموت حتى تستكمل أجلها) الذي كتبه لها الملك وهي في بطن أمها (وتستوعب رزقها) قال المناوي غاير التعبير للتفنن فلا وجه للمذلة والكد والتعب قيل لبعضهم من أين تأكل قال لو كان من أين لفنى وقيل لآخر كذلك فقال سل من يطعمني (فاتقوا الله) أي احذروا أن لا تثقوا بضمانه (وأجملوا في الطلب) بأن تطلبوه بالطرق الجميلة بغير كد ولا حرص ولا تهافت قال بعض العارفين لا تكونوا بالرزق مهتمين فتكونوا للرازق متهمين ومعناه غير واثقين (ولا يحملن أحدكم) مفعول مقدم (استبطاء الرزق) فاعل مؤخر (أن يطلبه) أي على طلبه (بمعصية) فلا تطلبوه بها وأن أبطأ عليكم قال المناوي وهذا وارد مورد الحث على الطاعة والتنفير من المعصية فليس مفهومه مرادا (فإن الله تعالى لا ينال ما عنده) من الرزق وغيره (إلا بطاعته) وفيه كما قال الرافعي أن من الوحي ما يتلى قرآنا ومنه غيره كما هنا والنفث أحد أنواع الوحي السبعة المشهورة

• فائدة ذكر المقريزي أن بعض الثقات أخبره أنه سار في بلاد الصعيد على حائط لعجوز ومعه رفقة فاقتلع أحدهم منها لبنة فإذا هي كبيرة جدا فسقطت فانفلقت عن حبة فول في غاية الكبر وكسروها فوجدوها سالمة من السوس كأنها كما حصدت فأكل كل منها قطعة وكأنها ادخرت لهم من زمن فرعون فإن حائط العجوز بنيت عقب غرقه فلن تموت نفس حتى تستوفي رزقها (حل) عن أبي أمامة الباهلي قال الشيخ حديث حسن لغيره

• (أن روحي المؤمنين) تثنية مؤمن (تلتقي) أي كل منهما بالأخرى بعد الموت قال المناوي كذا هو بخط المؤلف لكن لفظ رواية الطبراني لتلتقيان (على مسيرة يوم وليلة) أي على مسافتهما وليس المراد التحديد فيما يظهر بل التبعيد يعني على مسافة بعيدة جدا لما للأرواح من سرعة الجولان (وما رأى) أي والحال أنه ما رأى (واحد منهما وجه صاحبه) في الدنيا قال المناوي فإن الروح إذا انخلعت من هذا الهيكل وانفكت عن القيود بالموت تجول إلى حيث شاءت والأرواح جنود نجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف كما يأتي في خبر فإذا وقع الائتلاف بين الروحين تصاحبا وإن لم يلتق الجسدان (خد طب) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث صحيح

صفحه ۹۳