صراع بین بورژوازی و اقطاع
الصراع بين البورجوازية والإقطاع ١٧٨٩–١٨٤٨م (المجلد الأول)
ژانرها
تصدير
الكتاب الأول
تمهيد
1 - المبدأ القومي
2 - القومية: أصولها الفلسفية
3 - القومية: أصولها التاريخية
الكتاب الثاني
تمهيد
الباب الأول: الآراء الجديدة
1 - التعريف بالثورة وأسبابها
صفحه نامشخص
2 - الفلاسفة والآراء الجديدة
3 - فوضى النظام القديم
4 - الفيزوكرات: القائلون بحكم الطبيعة
5 - محاولات الإصلاح وفشلها: «ترجو» و«نكر»
الباب الثاني: ديمقراطية أم ديكتاتورية بورجوازية
1 - مجلس طبقات الأمة1
2 - الجمعية الوطنية التأسيسية1
الباب الثالث: الديكتاتورية البورجوازية
1 - الجمعية التشريعية1
2 - المؤتمر الوطني1
صفحه نامشخص
الباب الرابع: «إنهاء الثورة» والتمهيد لديكتاتورية الفرد
1 - جمهورية حكومة الإدارة1
الباب الخامس: الثورة وأوروبا
1 - سياسة الثورة
2 - «الثورة» واليقظة القومية
تصدير
الكتاب الأول
تمهيد
1 - المبدأ القومي
2 - القومية: أصولها الفلسفية
صفحه نامشخص
3 - القومية: أصولها التاريخية
الكتاب الثاني
تمهيد
الباب الأول: الآراء الجديدة
1 - التعريف بالثورة وأسبابها
2 - الفلاسفة والآراء الجديدة
3 - فوضى النظام القديم
4 - الفيزوكرات: القائلون بحكم الطبيعة
5 - محاولات الإصلاح وفشلها: «ترجو» و«نكر»
الباب الثاني: ديمقراطية أم ديكتاتورية بورجوازية
صفحه نامشخص
1 - مجلس طبقات الأمة1
2 - الجمعية الوطنية التأسيسية1
الباب الثالث: الديكتاتورية البورجوازية
1 - الجمعية التشريعية1
2 - المؤتمر الوطني1
الباب الرابع: «إنهاء الثورة» والتمهيد لديكتاتورية الفرد
1 - جمهورية حكومة الإدارة1
الباب الخامس: الثورة وأوروبا
1 - سياسة الثورة
2 - «الثورة» واليقظة القومية
صفحه نامشخص
الصراع بين البورجوازية والإقطاع 1789-1848م (المجلد الأول)
الصراع بين البورجوازية والإقطاع 1789-1848م (المجلد الأول)
تأليف
محمد فؤاد شكري
تصدير
بسم الله الرحمن الرحيم
تبين أثناء تدريس تاريخ أوروبا في القرن التاسع عشر أن هناك حاجة ماسة إلى
ولعل السبب في انصراف الكتاب عن معالجة التاريخ الأوروبي، والاقتصار على نشر
ولقد حاولنا في هذه الدراسة أن نعرض «تفسيرا» لتاريخ القرن التاسع عشر، يقوم على
وفي هذا القسم من التاريخ الأوروبي (1789-1815) عالجنا منشأ الفكرة القومية
صفحه نامشخص
وسوف يجد القارئ أننا قد عنينا - على وجه الخصوص - ببيان الأثر العميق - سواء من
ولقد كان هذا العرض ضروريا لتوضيح الأسباب التي أدت إلى «بعث» الإقطاع من جديد،
ونحن لا يمكن أن نكون من السباقين في هذا النوع من التفسير. فنضال الطبقات في
نرجو أن نكون قد وفقنا فيما حاولناه، والله من وراء القصد.
المؤلف
العباسية
15 شعبان 1377 / 6 مارس 1958
الكتاب الأول
المدخل إلى تاريخ القرن التاسع عشر
تمهيد
صفحه نامشخص
يبدأ تاريخ القرن التاسع عشر في أوروبا بقيام الثورة الفرنسية (1789)، ويستمر قرنا
والسبب في اختيار هذين الحدثين لتعيين بداية ونهاية هذا القرن أن التاريخ الأوروبي
فقد اقترن ظهور الطبقة المتوسطة (البورجوازية) في أوروبا، في بداية العصور الحديثة
فعرفت أوروبا خلال القرون الثلاثة السابقة من السادس عشر إلى الثامن عشر الملكيات
ولقد كان اكتمال ونمو الدولة الوطنية المتحررة الحدث البارز في تاريخ القرن التاسع
ولا جدال في أن البورجوازية التي ظفرت بإنشاء الدولة القومية (الوطنية) المتحررة،
بل لقد عمدت البورجوازية إلى تغيير أسس الحكم القديمة بصورة تفسح المجال لأن يشارك
وسار جنبا إلى جنب النضال من أجل التحرر القومي والخلاص من السيطرة الأجنبية، ثم من
Liberalism .
وفي القرون الثلاثة الماضية، والتي سبقت قيام الثورة الفرنسية، كان قد أخذ ينمو إلى
صفحه نامشخص
Capitalism . وعزز النظام الرأسمالي سلطان البورجوازية، حتى إنه لم
ومع أن البورجوازية أشركت معها في النضال ضد الملكية المطلقة أرباب الحرف
غير أن ظهور ونمو الطبقة المتوسطة «البورجوازية» في إطار الدولة القومية (الوطنية)
Serfdom
في العهد الإقطاعي، لم يلبث
بل إن المذهب الاشتراكي
Socialism
كان قد بلغ درجة
وكان انتشار الانقلاب الصناعي من العوامل التي تسببت في زيادة حدة هذا الصراع؛
، وهي الطبقة التي أحرزت نجاحا ملحوظا في نهاية هذا
صفحه نامشخص
وهكذا خضع تاريخ القرن التاسع عشر (1789-1914) لتأثير عوامل معينة: المبدأ القومي،
ولقد كان لبعض هذه العوامل آثار أبلغ ظهورا من غيرها في مراحل معينة من تاريخ هذا
وفي بداية القرن التاسع عشر (1789) كان الحدث الظاهر هو نضال البورجوازية ضد
ولا جدال في أن عهد السيطرة النابليونية في هذه القارة قد أدى إلى تأكيد النصر
وفي نهاية هذا القرن التاسع عشر (1914) كانت الدولة القومية التي تقوم حكوماتها
وفي كل هذه الأحوال كانت «القومية» طراز الدولة، سواء كانت هذه اشتراكية وطنية لا
ولذلك؛ فقد كان المبدأ القومي من أهم العوامل التي ذكرناها، وأبعدها أثرا في توجيه
ونحن في ضوء الاعتبارات التي ذكرناها سوف نحاول معالجة تاريخ النصف الأول من القرن
وتلك حقيقة يسهل إدراكها عند تتبع تاريخ المبدأ القومي: نشأته وذيوعه في أوروبا من
الفصل الأول
صفحه نامشخص
المبدأ القومي
التعريف بالقومية
ينطوي المذهب القومي على «فكرة» و«مبدأ»، فالفكرة معناها: الارتباط بمصالح
والمبدأ هو: إخراج الفكرة إلى حيز الوجود، وكضرورة لازمة لتفسير أحداث التاريخ
والمبدأ القومي كان أظهر القوى الدافعة أو المحركة في القرن التاسع عشر، مثله
ولما كانت الدولة القومية ثمرة المبدأ القومي؛ فقد وجب لظهور المبدأ القومي
ومن أول الأمر لا مفر من التفريق بين الدولة والأمة؛ فالدولة هي الشكل
فالدولة قبل كل شيء حقيقة واقعة، ثم هي في الوقت نفسه فكرة قانونية مستمدة من
والدولة لذلك في استطاعتها أن تؤلف بين العناصر التي تعتمد عليها في تكوينها،
على أن هناك فوارق ظاهرة بين الدولة والأمة؛ فالأمة ليست فكرة قانونية، بل هي
صفحه نامشخص
ولقد فهم أهل العصور الوسطى «الأمة» بمعنى أنها الأصل أو الأرومة التي نبت
فالأمة في اعتبار هؤلاء كانت الدولة؛ ولقد عرفوا «الوطنيين»
بأنهم أولئك الذي تمسكوا بالآراء الجديدة في كل ما
وفي هذه الصورة الأخيرة اتسعت «فكرة» الأمة لتشمل في معناها عناصر مشتركة بينها
وثمة تعريف آخر للأمة بمعنى أنها: مجموعة الأفراد الذين يعيشون مجتمعين على
وفي ضوء هذا التعريف يتضح أن الأمة بمعنى المجتمع السياسي مرتبط كيانها
وهناك فارق بين الأمة وشعوبها (أو سكانها) المنتسبة إليها، وبين «الوطن» الذي هو
على أن هذه الفوارق الملحوظة في كل المعاني التي ذكرناها لم يعد لها وجود في
Nationalism
كفكرة ومبدأ - أي في أصولها الفلسفية والتاريخية - كانت
صفحه نامشخص
وعلى ذلك قد يكفي أن يذكر المرء أن الأمة معناها: الشعور بوجود مثل
أما القومية فلها معان متعددة؛ من ذلك: المعنى «القانوني» إذا أريد بالقومية
Stael
الفرنسية كانت أول من استخدمه في العصر الحديث.
ومدام دي ستال (1766-1817) ابنة المصرفي السويسري الأصل «جاك نكر»
Necker
الذي تولى الوزارة في فرنسا في عهد
De l’Allemagne ، وظهر فيه مصطلح
Claude Boiste
معجما في اللغة الفرنسية
صفحه نامشخص
Lortat
كتابا عالج فيه صاحبه بوضوح القومية وروح الشعوب
ثم حدث أن بدأ في سنة 1834 ينشر كل من بوشيه
Buchez
ورو
Roux
بالتعاون فيما
أما وقد صار الآن هذا المعنى الذي أراده مسلما به، فإن المقصود «بالقومية»
ولقد قبلت الأكاديمية (المجمع العلمي) في فرنسا في معجمها الذي نشرته في سنة 1835
ومما تجدر ملاحظته أن هناك دولا لا يمكن اعتبارها أمما أو أن لها طابعا
صفحه نامشخص
وعلى ذلك؛ فقد تعذر دائما أو أكثر الأحايين من الناحية التاريخية أن يكون
ولقد قامت صعوبات ومشاكل، كان لا ندحة عن محاولة معالجتها وتذليلها في طريق
فإذا انتشر الشعور القومي بين شعب يعيش في أقاليم متفرقة «جغرافيا» بحيث يجعل
ثم إن القومية يدخل في تكوينها عدة عوامل لا غنى عن توفرها لنشأتها كذلك، كاللغة
على أن هذه النظريات لا تلبث أن تنتقل من ميدان الفكر الفلسفي إلى عالم
ولقد كان الانتقال إلى عالم السياسة؛ أي العمل من أجل «تطبيق» الفكرة القومية،
ولا يعنينا بحث هذه النظريات أو الدخول في جدل فلسفي أو سياسي لإظهار قيمتها،
ولعل أهم الحقائق التي يجب ذكرها في هذا الشأن أنه لما كان «لفكرة» الأمة
ومعنى ذلك دراسة الحركات القومية، في القرن التاسع عشر، ودون حاجة لدراسة «فكرة»
الفصل الثاني
صفحه نامشخص
القومية: أصولها الفلسفية
القومية كفكرة نظرية: كان لانتشار القومية - كفكرة ومبدأ - الأثر الأكبر في تشكيل كل
والقومية كفكرة: يقصد بها تحرر الشعوب من كل سيطرة أجنبية عليها، وكمبدأ أو كقوة
ولقد كان كل واحد من هذه العوامل ينطوي على رغبة في الاستئثار بالسلطة، وامتداد
وظهور مبدأ القومية - وما تفرع عنه وارتبط به من آراء ومذاهب حرة، وديمقراطية تهدف
على أن فكرة القومية نفسها لم تكن وليدة هذه «الثورة الفرنسية» وحدها، بل لقد شهدت
فقد ظهرت بوادر الفكرة القومية بين سنتي 1760، 1770 في إيطاليا، حيث تصدى لمعالجة
Maffei ، «موراتوري»
Muratori . وفي
تاريخه «السلافي البلغاري» الذي تناول فيه قصة الشعب
صفحه نامشخص
ثم نشر بعد سنوات قليلة (1772) جرهارد
Gerhard Shoning
تاريخا للنرويج، كما ظهرت بعد شهور عديدة أنشودة «قومية» أو
وفي ألمانيا كتب «جيته»
Goethe
في موضوع الوطنية، أو
وتلك أحداث تدل جميعها على أن الشعور بالقومية كانت قد بدأت تظهر بوادره في هذا الحين
Samuel Adams
في ولاية «ماساشوسيت» بأمريكا الشمالية، في شتاء 1772-1773 يعد
وكانت هذه «ظواهر» متفرقة ولا سبيل للقول بأنها تنهض دليلا على أن هذه الشعوب التي
صفحه نامشخص
ولكن من ناحية أخرى لا جدال في أن حدوث هذه «الظاهرة» في أماكن مختلفة في وقت واحد
على أنه مما يجدر ملاحظته كذلك أن هذا العهد المتقدم قد شاهد كذلك بداية ظهور
(1) المدرسة الفرنسية
ومن المعروف أن فرنسا كانت قد اكتمل تكوينها السياسي من أزمان طويلة، فبات
Contrat ، بوصف التعاقد أساسا
في العصور الوسطى، عبر عن هذا الرأي فيليب
في برغنديا، وذلك أمام مجلس الطبقات الذي انعقد سنة 1484 عقب
وثار جدل طويل عقب ذلك بين إسبانيا وفرنسا حول هذه المسألة، بسط فرنسوا الأول في
وفي 16 ديسمبر 1526 اتخذ برلمان باريس قرارا نفى فيه أن للملك حق التنازل إلى
ولقد تأيدت هذه الآراء «الديمقراطية» و«القومية» أو الوطنية التي نادى أصحابها
صفحه نامشخص
Hotman ، وهو من أعلام
وتلك نظرية تفتقر من الناحية التاريخية لما يؤيدها. ومع ذلك فالذي يعنينا من
على أن هذه النظرية التي جعلت قيام «الأمة» مستندا على موافقة الشعوب
Bresse
وبوجي
Bugey ، ويقعان بين
فقد أعلن الملك الفرنسي إلى المفاوضين الإسبان أنه يبغي أن يبقى للإسبان لغتهم
Sully
وزير هنري الرابع: «على المرء أن يفكر طويلا قبل الإقدام
وعندما طرحت مسألة اللورين على بساط البحث بين الفرنسيين وسفير الإمبراطور
صفحه نامشخص
La vauguon
سنة 1685،
وواضح أنه من المتعذر على المرء أن يلمس في أقوال هؤلاء الملوك الفرنسيين
بل إن هذه «التقاليد» القديمة ذاتها هي التي أفضى وجودها إلى بروز نظرية واضحة
ولقد كانت هناك أسباب عديدة جعلت ضروريا التفكير من أجل ابتداع هذه النظريات
Bollainvilliers
سنتي 1727، 1732 من بحوث
Hugues Capet ، ثم عن طبقة الأشراف. فعرض النظرية القائلة بأن الفرنجة
ولم يمض هذا «الرأي» دون مناقشة؛ فقد تصدى للرد عليه أحد رجال الدين وهو
L’Abbé
صفحه نامشخص