سیره ابن اسحاق
سيرة ابن اسحاق
پژوهشگر
سهيل زكار
ناشر
دار الفكر
شماره نسخه
الأولى ١٣٩٨هـ /١٩٧٨م
محل انتشار
بيروت
أمس؟ قالت: فارقك النور الذي كان فيك، فليس لي بك اليوم حاجة «١» .
حدثنا أحمد قال: نا يونس عن ابن إسحق قال: وكانت- فيما ذكروا، تسمع من أخيها ورقة بن نوفل، وكان قد تنصر واتبع الكتب- يقول: أنه لكائن في هذه الأمة نبي من بني إسماعيل، فقالت في ذلك شعرًا، واسمها أم قبال ابنة نوفل بن أسد- كذا قال: «أم قبال»:
الآن وقد ضيعت ما كنت قادرًا ... عليه وفارقك الذي كان جابكًا
غدوت علي حافلًا قد بذلته ... هناك لغيري فالحقن بشأنكا
ولا تحسبني اليوم جلوا وليتني ... أصبت حبيبًا منك يا عبد داركا
ولكن ذا كم صار في آل زهرة ... به يدعم الله البرية ناسكًا
فأجابها عبد الله فقال:
تقولين قولًا لست أعلم ما الذي ... يكون وما هو كائن قبل ذلك
فإن كنت ضيعت الذي كان بيننا ... من العهد والميثاق في ظل دارك
فمثلك قد أصبت عند كل حله ... ومثلي لا يستام عند الفوارك
فقالت له أيضًا أم قبال:
عليك بآل زهرة حيث كانوا ... وآمنة التي حملت غلاما
يرى المهدي حين يرى ... عليه نور قد تقدمه أماما
فيمنع كل محصنة خريد ... إذا ما كان مرتديًا حساما
وتخفره الشمال وبان منها ... رياح الجدب تحسبه قتاما
فأنجبه ابن هاشم غير شك ... وأدته كريمته هماما
فكل الخلق يرجوه جميعًا ... يسود الناس مهتديا إماما
_________
(١) روايات المتقدمين حول مسألة النور كثيرة فيها كيف انتقل نور النبوة من صلب آدم الى كبار الانبياء من بعده حتى وصل إلى عبد الله والد النبي، وقد طور الشيعة هذه الروايات كثيرا حيث شكلت ركنا أساسيا في عقائدهم حول الامامة من حيث التسلسل ومن حيث اتصالها بالنبوة.
1 / 43