204

============================================================

السيرة الؤيدية الدواعى كلها إلى أن يورث سلطانه خلد الله سلكه أرضه ودياره ، ويتفيأ ظلاله ويسكن جواره ، فكاتبه يستدعى شحنة يشحن بها قطر حلب ، ويقضى بها من تسليمها وتسلم قلعتها كل أرب : شم أنه لم يتشكل له كيف يبنى الأمر فى تسليمها(1) وفى نفس المدينة قوم يسمون (الأحداث) هم لها أملك من مالكها وأكثر استيلاء عليها من واليها ، وبينهم ويين المغاربة سن قديم الوقت إحن وطوائل لا تنام عينها ، ولا ينقضى دينها ، فجعل سوضوع الأسر فى التسلم أن يعبر العسكر الوارد بامم النجدة للعسكر العراقى لثلا يظن أن له عقلة بحلب ، م أنهم إذا قريوا نهض إليهم بحجة الاشتمال على خلعة السلطان - خلد الله ملكه - المحمولة ف صحبتهم وأن يؤذن الأحداث بشد اسلحتهم عليهم والنفوذ في خدمته إلى ظاهر البلد ، فاذا هم فعلوا ذلك جعل (ب) مرتبأ على الأبواب من يفلقها فى وجوههم ، ويحول بينهم وبين الدخول إليها ، ولم يلبث إلا قليلا حتى بطل هذا الوصول ، وانخرق ستره وانكشف سره ، وصارت العامة أعرف بما يراد فعله من الخاصة ، وكلما أراد القوم الواردون تقربا زادت الفتنة تلهبا ، فحين رأى الأمير الذى هو ابن صالح أن الماء طنى اعتصم بقلعته ، ومنع بمنعته ، وتركنى وحيدا لا متلفت(ج) لوجهى إلى وزرآوى إلى حصنه ، ولا يمسكنى إلا من يمسك (د) السماء أن تقع على الأرض إلا باذنه ، ودمى طافح فى الدساء ما يحجز عنه إلا ما يججز عن قطرة ماء والقوم يوعدونى يسفكه صباحا ومساء ، وكل من الأسير وغيره يشير على بالهرب والنجاة من شراء العطب ، وأنا راسخ كالصخر ، متمسك بالصير ، مكفل نفسى من هو بحياتها وموتها كفيل ، قائل إذا اشتد الخوف حسينا الله ونعم الوكيل : وانتهى الحال إلى أن بيثت فيهم رسلى يمينا وشمالا حتى أحضرتهم عندى ، وقلت : يا قوم إن كنتم تعرفوننى فقد عرفتمونى ، وإلا فاسألوا عنى ، إننى رجل سنقطع العلائق من الدنيا وأحوالها إلا ما لابد منه فما يمسك الأجسام كما قال الله تعالى : "وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام"(1) . وما انتدبت فى هذه الوجهة التى كنت متوليها إلا سعيا فيما ينفع المسلمين ويشد الاسلام ، واننى محقوق يشكركم خاصة ، وشكر المسلمين عامة ، ضد ما أنم تفيضون فيه ، وتتهارجون وممارجون من أجله ، فان كنتم خائفين سن بادرة بدرت قانى أقول عفا الله عها سلف ، ومن عاد فينتقم الله منه ، وهذا أمان الله وأمان رسوله صلى الله عليه وسلم وأمان الدولة العلوية مبذول لكم على أنفسكم(ه) وأموالكم وشعوركم وأبشاركم ونساءكم (1) ف د: سليمها ._ (ب) سقطت في د . - (ج) في 5: ملتفت .- (د) في ك : امسك .

(5) في د: تفوسكم .

(1) سورة الانيياء آيةم .

صفحه ۲۰۴