184

============================================================

السيرة المؤبدية فقلت إن الأمر الذى حثه هذا الحث وساسه هذا الورود لأسر نستعيذ بالله من شره ، فتكشفت له إلى شاطىء الفرات ، فاذا هو قد استتبع من كل فرقة وسولا ، وعبأكلاما معسولا يعدل بيه عن القصد الذى قصده فى كون الارتياب لقطع شىء من جلة المحمول هو السبب الذى أورده ؛ فقال : إنه قد جرى من هذا الأسر ما بضعف القوى ويفصم العرى ، وجنتك سائلا أن تزيدنا ينا يحصل لنا يخرجا من الأمر فأنا خليفة السلطان ، وسعى من كل جهة تلحظ ما يتقرر، ولسان يؤدى خبر ما يتحرر(1) ، فكن إما رجلا يعطيتا مائتى الف دينار لا أقل مسنها تسد بها فوهة هذا السييل ، أو لا ، فنلقى حبلنا على غارينا ليسعى كل منا فى شغله ويدير تديير آسره . فسمعت كلام المسرف المشتط الذى يؤثر أن يدحضى مداحض التخبيط ويسد(ب) في وجهى بذاهب الراى واليصيرة ويجعل لسانى فى عقلة بين عهدتى لا ولعم، فأجبته إجابة بديهة لا روية فقلت : كلامكم هذاكلام من يبتغى حجة ، ويحاول تعلة ، وتظنون انكم أخذتمونى فى مضيق لا مخلص منه ، وليس الأسر على ما تظتون ، فان نفسى بلطف الله قوية ، وأبواب الخلاص بين يدى مفتحة ، ومائتا ألف دينار التى تطليونها فلم اطلع على معرفة الكيمياء فأخرج ما تلتمسونه إليكم ، فان على كل يد رد ما أخذت ، والمحمول إلى يقترن به كتاب يدل على مبلفه ، فاذا أخرجت الكتاب وعرضته عليكم لن تبقى على حجة بعده ، فاما إلقاء الحبال على غاريكم "قول حارها من تولى قارها* كذلك يلقى حبله على غاريه من صارت أموال السلطان خلد الله ملكه إليه ، وجرى الأسر فى صلاحها وقسادها على يديه ، فهو أحق وأولى أن يلى تدبير أسره من غيره ، وليس على المسالك والمنافذ من جهتى أقفال ولا دروب(ج) فتحاول منى أن أفسح هم فى المذاهب واتخلى عن المسارح والمساري .

فلما رأوا جنة الحجة عندى حصينة ، والفكرة بما الفوه من حباهم وعصيهم قليلة ، رجعوا على أدراجهم ، ونكصوا على أعقابهم ، ولم يحصلوا من ريح التجارة من صدورهم وورودهم على غير وقوع الشتاعة بهرب ابى الحارث من عسكره ليلا ، وازدياد التركمانى به قوة وحولا، بعد أن كان يمارس قلا وذلا ، فجعل يضايقهم منزلا منزلا . ويدنو منهم يوما فيوما ، تجره من ناحيته افانين من الخديعة والمكر، ومن صوب عسكرنا ارسان الخيانة والغدر، وكانوا بالنسبة إلى القوم الذين هم فى حيزنا الفائضة عليهم سجال أموالنا كالجزء (1) في د: خير ما يتحور. (ب) ف د: يمسر.

(3) فى 5 . والمناقذ اققال من جهى ولا دروب .

صفحه ۱۸۴